الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الشرود الذهني والخيالات التي أخذت وقتي، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا بالصف الثالث الثانوي العلمي، أعاني من عدة مشاكل لها علاقة بعلم النفس.

أولا: أعاني من الشرود في أشياء خيالية أبتكرها على أساس معلومة أعرفها، وأقوم بقليل من التحريف عليها لما يناسب مزاجي ونفسي، مثلا تعلمت أن الألماس أصله فحم، فأتخيل نفسي أني اكتشفت سر تصنيعه وأكمل تخيلي لأشعر بمرحلة من الرفعة والعلو، وأني أصبحت أسطورة وهكذا!

يضيع وقتي وأصبحت بطيئًا وبليدًا، وتراجع مستواي الدراسي، وأصبحت أشرد بأشياء مستحيلة الحدوث.

ثانيا: مرتبط بعض الشيء بالأول، وهو أني أحضر الكلام بيني وبين نفسي قبل حدوثه بناء على توقعاتي الخاصة؛ لأنه إذا سألني أحد أي سؤال فإني أتجمد وأحاول أن أبحث في عقلي عن أي فكرة لأبوح بها، فلا أجد ولا أبدي الاستجابة المطلوبة من الحوار، وهنا أشعر بضعف اجتماعي ونفسي، حتى أنني اكتشفت أن زميلي يكذب، فقررت أن أنصحه، فصار يهرب ولم أستطع إثبات الكذب عليه!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

هذا نمط من أنماط التفكير الوسواسي، ما تحدثتَ عنه من صورٍ ذهنيةٍ خياليةٍ، وما تقوم به من تعديل أو تحريف للمكوّن الفكري الأصلي، هذا نمط من أنماط الوساوس ولا شك في ذلك. وبالنسبة للجزئية الثانية من سؤالك: أيضًا هنالك جانب وسواسي، لكن القلق هو الذي يغلب على نمط تفكيرك وتعاملك الاجتماعي.

ويُعرف - أيها الفاضل الكريم - أن الوسواس في الأصل له مكوّن قلقي رئيسي. العلاج يكون بالتجاهل والتحقير، واستبدال الفكر بفكر مخالف، وحسن إدارة الوقت بتجنب الفراغ الذهني والفراغ الزمني، وأن تبني صداقاتٍ إيجابية، وأن تجعل خيالك في مسارات علمية أفيد بالنسبة لك. فيما يتعلق بدراستك: ماذا تريد أن تكون في المستقبل؟ وكيف تصل إلى مبتغاك... هكذا.

قطعًا سوف تستفيد من أحد الأدوية المضادة للوساوس، وعقار (سيرترالين) هو الأفضل بالنسبة لك، ويناسب عمرك تمامًا. السيرترالين له مسميات تجارية كثيرة، اشهرها (زولفت) و(لسترال)، وربما تجده تحت مسميات تجارية أخرى. إن تمكَّنت من مقابلة طبيب نفسي فهذا أمرٌ جيد، وإن لم تتمكّن فيمكنك الحصول على هذا الدواء، حيث إنه سليم وفاعل، وشاور والديك حول استعماله، إخطار وإخبار الوالدين أمر إيجابي جدًّا، ولا أعتقد أنهما سوف يعترضان على تناولك للدواء، لكن موافقتهم أيضًا أمرًا جيدًا.

الجرعة التي تحتاجها جرعة صغيرة ومدة العلاج قصيرة، تبدأ بنصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا)، تتناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعلها حبة واحدة ليلاً - أي خمسين مليجرامًا - لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

احرص على ممارسة الرياضة، واحرص أيضًا على ممارسة بعض التمارين الاسترخائية، وأرجو أن تقرأ كتب حول التنمية البشرية، وهنالك كتاب جيد لـ (ديل كارنيجي) عنوانه (دع القلق وابدأ الحياة)، وأيضًا القراءة في علم الذكاء الوجداني أو العاطفي كثيرًا ما توجّه الإنسان التوجيه الإيجابي فيما يختص بمعاملته لذاته وللآخرين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً