الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاقتي بزوجي ضعيفة لعدم استقرارنا في مكان واحد

السؤال

السلام عليكم

عمري 25 سنة، لدي طفلة عمرها 5 أشهر، متزوجة منذ 3 سنوات من قريبي الذي أحببته وأحبني سنوات طوال، كان الوسيط بيننا والدتي ووالدته لأنهن أخوات.

أهل زوجي يسكنون في قرية تبعد عن مدينتنا ساعة، كنا نزوهم كل نهاية أسبوع في بداية زواجنا، حتى بدأ الملل يتسلل إلى نفسي، فقد بدأت أشعر بتزعزع الاستقرار، فعند رفضي للذهاب معه يذهب لوحده، ويجلس هناك عطلة نهاية الأسبوع.

هذا حالنا طوال الثلاث سنوات، أجلس في بيتي فقط أربع ليالٍ، وعند ذهابه لأهله يذهب بي لأهلي؛ لأنهم يسكنون في نفس المنطقة، لأنه يرفض جلوسي في البيت لوحدي.

تغيرت كثيراً وكرهت نفسي، وبدأت أشعر باكتئاب بسبب عدم استقراري، بدأت أشعر أني لم أستطع جذبه للجلوس معي، أو أن أجعله يحب أجواء البيت، جلوسي لدى أهلي أصبح أطول ومستمرا.

عرضت نفسي على دكتورة، ووصفت حالتي باكتئاب ما بعد الولادة، ونوع من أنواع كره الذات، وانتقالنا في منطقة أهله سيسبب لي الكثير من المشاكل؛ لأنهم منغلقين ولا يحبون الزيارات، ومنطقتهم نائية ولا تحتوي على أنشطة.

أشعر أني أذبل وأنهار يوماً بعد يوم، إذ شعرت أن الحياة وضعت أمامي خيارين لا ثالث لهما: إما التنازل عن الأحلام والانتقال معه لقريته، أو الانفصال، فأنا أدرس في الجامعة في نفس منطقتي، ومشتركة في النادي الرياضي، وأعطي دورات للأطفال، وأعمل بعض الوصفات للعناية وبيعها، وهذه الأمور هي حياتي، وبمجرد انتقالي معه ستنتهي كل هذه الأمور ما عدا الجامعة.

أشعر بضيق وكأن جبالاً على صدري، حتى مشاعري لزوجي تغيرت للأسوأ، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hms حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- بارك الله فيك – أختي العزيزة – وأشكر لك حسن ظنك وتواصلك مع الموقع, سائلاً الله تعالى أن يفرج همك ويشرح صدرك وييسر أمرك ويرزقك سعادة الدنيا والآخرة.

- بخصوص مشاعر الاكتئاب لديك – عافاك الله – أنصحك بالاستمرار في مراجعة حالتك لدى الطبيبة النفسية المختصة, كما ومن المهم بصدد التخفيف من حدة مشاعر الاكتئاب والإحباط واستحضار أن الحياة الدنيا طُبعت على الابتلاء, واستحضار ما أعده الله تعالى للصابرين على البلاء والشاكرين للنعماء والمؤمنين بالقدر الراضين بالقضاء من عظيم الثواب والجزاء (إنما يوفون الصابرون أجرهم بغير حساب).

- احرصي على التقرب والتحبب إلى زوجك وأسرته قياماً بحق الله تعالى وحق الزوج, وحرصاً على توفير المناخ المناسب لإقناعه بقبول اقتراحك ورأيك وإزالة ما قد يتوفر لديه من قناعات خاطئة.

- ومع تفهُمي لمشكلتك وتعاطفي مع همومك وأحزانك إلا أن الواجب عليك تفهُّم عذر زوجك في المقابل وعدم المبالغة في تضخيم المشكلة؛ كون الزوج وأسرته غير قاصدين لأذيتك وإلحاق الأذى بك.

- حاولي جهدك في إقناعه بهدوء وحكمة, ويمكنك الاستعانة بمن تأنسين منهم التأثير عليه والقبول لديه من الأهل أو الأصدقاء المعتبرين من المتحلين بالحكمة والأمانة.

- حاولي توفير البدائل العملية والواقعية المناسبة والتي يمكن تعويضك عن خسارتك للمصالح المذكورة فيما لو كانت بسبب بعدك عن منطقتك, كما ومن المهم بصدد التخفيف من حدة الضغوط النفسية عليك؛ استغلال الوقت والفراغ فيما يعود عليك بالمنفعة والفائدة كطلب العلم والقراءة والاهتمام بالدراسة ومتابعة ما يُنمّي مهاراتك, والترويح عن النفس ومتابعة الرياضة بالصورة الممكنة والمتاحة لديك.

- ولا أجمل بصدد تقوية الإيمان وتحصيل الرضا والراحة والاطمئنان وعون وتوفيق الرحمن من لزوم الدعاء والذكر والصحبة الصالحة وقراءة القرآن.

- احذري الانسياق مع وساوس الشيطان في التفكير في الانفصال عن الزوج لمجرد هذه المشكلة والتي رغم كونها مزعجة ومقلقة، إلا أنها لا ينبغي أن تكون سبباً في خسارة الزوج والأسرة.

أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأن يلهمكِ الصبر والحكمة والهدى والرشاد, والله الموفق والمستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً