الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مرض جسدي سبب لي أمراضا نفسية فماذا علي أن أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوج -ولله الحمد-، ولدي طفل، في بداية حالتي من 2016م تعرضت لعارض صحي، فبدأت معاناتي الجسدية والنفسية أشد، حيث حصل معي دم مع البراز، وبدأت المخاوف حينها والوسواس، وراجعت عدة مستشفيات، والكل قام بفحصي، وعمل لي فحوصات كاملة من تحاليل دم وبراز متكررة، والكل أجمع أن معي بواسير داخلية، ولكنني لم أطمئن حتى أصابني اكتئاب وقلق نفسي حاد، وصاحبه آلام في البطن وغازات، وآلام في الظهر، ودوخة، وتعب، وإرهاق.

استمرت الآلام لمدة 3 شهور، حتى ذهبت أخيرا إلى دكتور بعيادة خاصة فأخبرني أن الفحوصات سليمة، وأن لدي قولونا عصبيا صاحبه اكتئاب نفسي، فقام بصرف دواء (دومجتيل وسيبراليكس) لمدة 6 شهور، وبعدها خفت الأعراض تدريجيا إلى أن اختفت نهائيا، والأعراض الباطنية والنفسية أيضا، وعادت حياتي طبيعية بنسبة عالية جدا، فأنا أشعر بالألم بشكل خفيف وينقطع بطبيعة الحال.

استقر وضعي، وتزوجت -والحمد لله-، وأنجبت، ثم قبل 10 شهور تقريبا عادت لي مشكلة الدم مع البراز، فرجعت حالتي النفسية، وبدأت أقلق وأخاف، فذهبت إلى عدة دكاترة، وآخرهم فحصني وقال: معك بواسير داخلية، علما أنني قمت بعمل تحاليل، وأخذت علاجا للبواسير و-الحمد لله- إلى الآن لم ينزل الدم، ولكنني قلق، فبدأت أقلق من أي عارض صحي بجسمي، وأخاف وأوسوس، وتأتيني أفكار خيالية، وأشياء مرعبة.

الآن حالتي النفسية غير مستقرة، وأيضا باطنيتي غير مستقرة، حيث عانيت في عيد الفطر من آلام في البطن ومغص، وألم في المعدة، فذهبت للدكتور، ووصف لي العلاج، ولكن لم ينفعني، واستعملت علاجا آخرا نصحه لي أحد الأشخاص وهو (نيسكوم) للمعدة، فاختفت الأعراض -ولله الحمد- بنسبة عالية، ولكن معي غازات تذهب وتعود.

أنا حاليا غير مرتاح نفسيا فما الحل برأيك هل أستخدم العلاج الذي استعملته من قبل وهو (ديموجتيل وسيبراليكس)، أم ماذا؟

وشكرا على رحابة صدرك لقراءة شكواي، وبانتظار ردك بأسرع وقت ممكن -يا دكتور-.

لك تحياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ سيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فطبعًا البواسير الداخلية قد تكون فعلاً سببًا لبروز أو لظهور الدم في البراز، ولكن الحالة النفسية لا تؤدي إلى ظهور الدم في البراز، والبواسير الداخلية تختفي وتظهر، ولها علاقة كبيرة بالإمساك، فتجنَّب الإمساك – أخي الكريم – فحدوث الإمساك هو السبب في ظهور البواسير الداخلية، ومن ثمَّ وجود الدم في البراز.

ولكن ليست هذه هي المشكلة، المشكلة – يا أخي الكريم – أنك تعاني من قلق وتوتر، وطبعًا البواسير الداخلية هي مرض معروف وشائع بين كثير من الناس، ولكن لا يُحدثُ هذا القلق والتوتر عند معظم الناس، إلَّا أنك قلق ومتوتر بطبعك – أخي الكريم – ولذلك أقلّ شيء يزيد عندك التوتر والقلق، وبالذات ظهور الدم.

الأشياء البسيطة التي لا تُحدث أي أثرٍ عند الآخرين تُحدثُ عندك توترا وقلقا كبيرا، لذلك يجب عليك معالجة هذا الشيء، وقد يكون العلاج الأساسي هو علاج نفسي، تتعلَّم الاسترخاء – أخي الكريم – وكلَّما تعلَّمت الاسترخاء كلَّما قلَّلت درجة القلق والتوتر عندك.

ولا بأس من الرجوع إلى الـ (دوجماتيل) والـ (سبرالكس)، ولكن فليكن معهما علاج نفسي، وبالذات العلاج بالاسترخاء، تعلَّم الاسترخاء إمَّا عن طريق الاسترخاء العضلي أو الاسترخاء بالتنفُّس، وهذا يُساعدك كثيرًا في تخفيض حدة التوتر عندك، وحتى بعد التوقف عن الأدوية بإذن الله لا يرجع هذا التوتر.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً