الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس موت أحد الأقارب، ما الأسباب...والعلاج؟

السؤال

السلام عليكم

قبل خمس سنين توفيت جدتي، ومن بعدها سيطر علي وسواس بأني سأخسر والدي عما قريب! وكان كل التركيز على والدي، وقد حلمت مرات عدة بذلك، وفعلاً لم يمض الكثير من الوقت إلا وتوفي والدي.

عاد علي هذا الوسواس من جديد، وصار الوسواس على بقية أهلي، والدتي وأخي وأختي.

صرت أخاف جداً من هذا الوسواس، فهل توجد علاجات تخفف عني هذا، وتنسيني كل هذا؟ أنا أعرف وأدرك بأن كل شيء بيد الله، الحياة والممات، وهو العالم، ولكن لم أستطع أن أتجاهل هذا الوسواس.

ما هي الحلول مع هذا الوسواس؟ وهل يوجد أي علاج يخفف عني المعاناة؟ أفيدوني بحل وبعلاج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم ما تعاني منه هو وسواس، والوسواس طبعًا الخوف من حدوث شيء، وتكرار الفكرة باستمرار، وطبعًا صادف وحصلت الوفاة، وطبعًا زاد هذا مُعدّل القلق أو التوتر عندك والوسواس بدرجة كبيرة.

نعم هناك أدوية تُساعد على التخلص من هذا الوسواس، لأنه إحساس غير مُريح طبعًا، ويجعلك مشدودًا ومتوترًا معظم الوقت، وهناك علاج دوائي وعلاج سلوكي معرفي، لمساعدتك على كيفية تجاهل هذه الأفكار الوسواسية، وعدم الاستجابة لها والتغلب عليها، من خلال مهارات مُعيَّنة تتم من خلال العلاج السلوكي المعرفي، بواسطة المعالِج النفسي.

هناك أيضًا أدوية تُساعد في هذا الشأن، ولعلَّ من أفضل الأدوية دواء الـ (سيرترالين)، سيرترالين 50 مليجرامًا، ابدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كملة، وتحتاج لفترة من الوقت حتى تختفي هذه الأفكار الوسواسية.

هذه الفترة لن تقل على أي حال من الأحوال من ستة أسابيع إلى شهرين، وحتى بعد اختفاء هذه الأفكار الوسواسية عليك بالاستمرار في العلاج لفترة لا تقل عن ستة أشهر – يعني فترة قبل زوال الأعراض، وفترة بعد الزوال الأعراض.

بعد ذلك خفف الجرعة أو اسحب الجرعة بالتدريج، بمقدار ربع الجرعة كل أسبوع، حتى يتم التوقف منه تمامًا، والجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي يُساعد في تقليل جرعة الدواء، ويُساعد في ألَّا تعود أعراض المرض مرة أخرى بعد التوقف من تناول الدواء.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً