الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي نوبات هلع وأعيش أسيرة الخوف والوسواس والتوتر

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر ثلاثين عاماً، أعاني منذ أشهر من نوبات الهلع، التي حولت حياتي إلى جحيم.

أنا لم أعد أشعر بنفسي، ولا بأي شيء من حولي، أعيش أسيرة الخوف والوسواس والتوتر والخوف من الموت، والانفصال عن الواقع، والغربة عن الذات!

ذهبت إلى طبيبة نفسية، ووصفت لي دواء mediprex 10 mg بمعدل حبة واحدة كل صباح، لمدة شهر.

لدي 16 يوماً منذ بدء العلاج، أشعر بتحسن طفيف جداً، لكن منذ أيام عادت إلي نوبات الهلع، وأصبحت يومياً أشعر أني منفصلة عن الواقع.

هذا الشعور جعلني أشعر بألم كبير في رأسي، وحزن شديد، اتصلت بالطبيبة وقالت لي بأن هذا طبيعي، وعلي أن أصبر شهراً حتى أرى نتائج.

هل هذا الدواء مناسب لحالتي؟ وهل صحيح أن الدواء النفسي يحتاج شهراً حتى يبدأ تأثيره على الإنسان؟ ولماذا؟ وهل يمكن لنوبات الهلع والانفصال عن الواقع أن تلازمني مدى الحياة؟

علماً أني ملتزمة بديني جيداً، ولله الحمد، لكن عندما أصاب بنوبات الهلع لا أستطيع حتى الصلاة، وهذا يؤلمني جداً.

لدي مقابلة عمل، فهل يجب أن أذهب أم لا؟ لأني أخاف أن أصاب بالنوبة أمام الناس، وهل العمل يساعدني أن أخرج من حالتي؟ علماً أني سأشتغل مدرسة أطفال، فأرجوكم أجيبوني، عندي كل الثقة في هذا الموقع الكريم.

أرجو منكم إجابتي بالتفصيل، جعلها الله في ميزان حسناتكم، وأرجو الرد العاجل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حنان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن نوبات الهلع أو اضطراب الهلع هو من الاضطرابات القلق العام، وعادةً تكون مصحوبة بأعراض قلق وتوتر – أختي الكريمة – وعلاجها في مجموعة الأدوية الاكتئاب من فصيلة الـ (SSRIS)، وأيضًا علاجها في العلاج السلوكي المعرفي، والجمع بين الدواء والعلاج السلوكي المعرفي أفضل.

الدواء الذي وُصف لك من قِبل الطبيبة هو دواء مناسب للهلع – أختي الكريمة – نعم هو يحتاج على الأقل لستة أسابيع إلى شهرين حتى تتخلصي من معظم هذه الأعراض.

عليك بالاستمرار فيه لفترة من الوقت، لا تقل عن ستة أشهر، حتى لا تعود الأعراض مرة أخرى، وبالالتزام بالعلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي – أختي الكريمة – إن شاء الله تختفي كل هذه الأعراض، وليس بالضرورة أن يعود المرض، وتعيشي حياةً طبيعية.

أما الشق الثاني من سؤالك: نعم العمل مفيد جدًّا، ويصرف الشخص عن التفكير الكثير في المرض، ويشغله عن بعض أعراض المرض، ويُساعد كثيرًا جدًّا في العلاج.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً