الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفكر بالموت كثيرا مما جعلني في حالة نفسية سيئة، كيف الخلاص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

أحبتي في الله، أرجوكم -بارك الله فيكم- أن لا تهملوا حالتي.

أنا شاب، حالتي بدأت قبل أسبوعين، بالتحديد قبل عيد الفطر الماضي، قبل العيد بيومين، وبعد الافطار، فكرت بالموت، وأحسست بعد هذا التفكير أنني سأموت، فذهبنت إلى المسجد، وكان وقت صلاة العشاء فصليت السنة، وعندما بدأ الإمام بالفرض أتاني شعور الموت، وأحسست بأن روحي سوف تخرج، وأحسست بضيق النفس، وألم في البطن، ولم أستطع أن أكمل الصلاة، فخرجت من المسجد، وذهبت إلى أخي فذهبنا إلى المشفى، فقالوا لي: تهيج بالقالون العصبي، وأعطوني إبرة وقالوا لي: ابتعد عن الطعام المهيج للقالون، ومنذ ذلك الوقت لم تذهب فكرة الموت من عقلي.

أحس في كل موقف أنني سأموت، وأحس باكتئاب، وضيق، وأرق مزعج، وتوتر، وتوهم بأشياء غريبة والتفكير الكثير، وفي غالب الأحيان عندما أكون مع أصدقائي يأتيني إحساس غريب، وأشعر بضيق، وأحيانا أكون طبيعيا.

تكملة لقصتي، وفي صلاة العيد لم أنم قبلها ولا ساعة، وأصبني أرق شديد وتفكير بالموت، وأنا ذاهب لصلاة العيد شعرت بضيق ووسواس يقول: أنني سأموت، وعند بدأت الصلاة شعرت بأن خفقان قلبي يزيد، مع رجفة في الصدر، حتى أكملت الصلاة، وشعرت بالضيق، فذهبت مسرعا للبيت، وذهبت إلى الأقارب مع الشعور بالضيق الشديد، وبعدها بعدة أيام ذهبت إلى المشفى، وأجريت فحوصات (دم، وبراز، وصورة سونار)، وأظهرت نتائج الفحوصات بوجود الجرثومة الحلزونية، وأخذت ثلاث أدوية، وفي فترة العلاج أصابني تكريع أو تشجؤ كثير، وأحس بشيء عالق بالحلق، وصعوبة بلع الريق، ومرارة في الفم، وتوتر واكتئاب، وقلق وضيق، هل هذا من الآثار الجانبية للدواء، ما سبب هذه الحالة، ما سبب التفكير بالموت كثيرا، وهل هذا مرض روحي، أم نفسي، أم جسدي؟

أرجو الرد، وشكرا جزيلا للقائمين على هذا الموقع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فما حصل معك منذ أسبوعين قبل العيد في الصلاة، وأتاك بعد ذلك -مرة أو مرتين- ما هو إلَّا نوبة من نوبات الهلع، ونوبات الهلع عادةً يكون فيها أعراض قلق وتوتر مثل زيادة في ضربات القلب، أو التعرُّق، أو الضيق، ولكن أهم شيء يكون فيها إحساس شديد بأن الشخص سوف يموت أو يُغمى عليه، ويستمر هذا لفترة من الوقت، ثم ينتهي، ويتكرر بعد ذلك، وهذا ما حصل معك.

هذه هي نوبات هلع -أخي الكريم- وأصبح معك اضطراب الهلع، وهو تكرر النوبات والخوف من حدوثها وحصول فوبيا ورهاب في الأماكن التي يمكن أن تحصل فيها هذه النوبات، وليس لها سبب مُحدد -أخي الكريم- فبعض الناس يُصابون بها وليس هناك سبب، أو حدث مُعيَّن يؤدي إلى حدوث هذه النوبات، أو اضطراب الهلع، وهو مرض نفسي -يا أخي- في المقام الأول، ولذلك ترى كل الفحوصات الجسدية تكون سليمة، فهو مرض نفسي وليس مرضًا عضويًّا، ويحتاج لعلاجه بالذهاب إلى طبيب نفسي، تحتاج إلى مقابلة طبيب نفسي -أخي الكريم- لأخذ تاريخ مرضي مفصَّل، ومن ثمَّ الكشف عليك وفحصك نفسيًّا، وتحديد الخطة العلاجية: إمَّا بالأدوية، أو بالعلاجات النفسية، وكل هذا يتم بعد النقاش وأخذ رأيك.

وللفائدة راجع علاج الخوف من الموت سلوكيا: (261797 - 272262 - 263284 - 278081).

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً