الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الاكتئاب النفسي ونوبات الغضب وأريد نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 27 سنة، أعاني من الاكتئاب بشكل شديد، بدأ الاكتئاب بعمر 15 سنة، حينما بدأ أصدقائي بالنفور مني، ربما لأنني خجولة جدا، ولا أتحدث كثيرا، علما أن الخجل طبعي منذ الطفولة.

تعرضت لمضايقات كثيرة من بعض الزملاء في المدرسة ومن بعض الأقارب، فبدأت أشعر بالوحدة وأنني شخص غير مرغوب، فعانيت من الاكتئاب الشديد بشكل لا يطاق ويصحبه: صداع شديد، وضيق في التنفس، ورجفة مزعجة، وأرق، وقلق لا يحتمل، وتشتت شديد، وكثرة الحركة.

كنت أحس دائما بالإرهاق والتعب وقلة النشاط، فظننت بأنني مصابة بمرض ما، وأجريت كل الفحوصات والتحاليل، وجاءت سليمة تماما، حينها أدركت أنه يتوجب الذهاب لزيارة الطبيب النفسي، وبالفعل ذهبت لعدة أطباء نفسيين، وأخذت مضادات اكتئاب كثيرة على مدى خمس سنوات، منها: زولوسير، انافرانيل، سيروكسات، ايفكسر، بروزاك، دولوكسيتن، وغيرها، كنت أتحسن بشكل بسيط ولا يذكر.

حاليا منذ أربعة أشهر أخذت دواء زولفت حبتين، ودواء لورازيبام عيار 2، حبة واحدة، أشعر بتحسن بسيط لكنه لا يذكر.

منذ إصابتي بالاكتئاب صرت في كل فترة أصاب بنوبة غضب شديدة، فأتشاجر مع أهلي، وأحس أنني أكرههم جدا، وأتصرف معهم بعدوانية شديدة، وتستمر النوبة لحوالي أسبوع أو أكثر، ثم أدخل في الاكتئاب من جديد، تأتي نوبات الغضب بمعدل أربع مرات في السنة.

أرجو منكم أن تجيبوا تساؤلاتي، وهي:
1- هل أنا مصابة بالهوس الاكتئابي؟
2- هل دواء سيركويل يفيد حالتي، وما هي الجرعة اللازمة في حال ذلك؟
3- هل سيركويل جيد للقلق الشديد، وهل يساعد على النوم؟
4- أريد الانتقال من زولفت إلى اسيتالوبرام فكيف أنتقل؟
5- ما هي الأدوية التي تنصحونني بها مع الجرعات فأنا محتارة جدا؟

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رشا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الاكتئاب الذي تعانين منه وأعراض القلق ناتجة عن المشاكل التي تُعانين منها في شخصيتك، وتُسمَّى (سمات الشخصية)، وهي أنماط سلوكية مُعيَّنة يقوم بها الشخص، وقد لا تكون موائمة أو متماشية ومتوافقة مع الحياة التي يعيشها الشخص، ولذلك يحدث له ردة فعلٍ في شكل اكتئاب وقلق، ومنها الخجل الذي ذكرتِه –أختي الكريمة– والذي أثَّر على علاقتك بالآخرين كما تحسِّين أنت.

وذكرتِ أنها أحدثت لك مضايقات، وهذا النوع من أنماط الشخصية أو سمات الشخصية يُعالج في المقام الأول بالجلسات النفسية، يتطلب جلسات نفسية طويلة المدى ليحصل التغيير في شخصية الإنسان، ومن ثمَّ يرتاح بعدها وتخفّ أعراض الاكتئاب والقلق، وهنا الأدوية النفسية تكون مساهمة ومساعدة فقط وليست أساسية، وهذا يفسِّر لماذا لم تستفيدي من معظم مضادات الاكتئاب التي وصفها وكتبها لك الأطباء، وبالتالي –أختي الكريمة– فأنت لا تعانين من هوس اكتئابي، ولا تُوجد أعراض هوس واضحة في رسالتك هذه.

السوركويل بصورة عامة فعّال جدًّا في القلق والاكتئاب، وثبت هذا عن طريق دراسات متعددة، وأيضًا مفيد للنوم، وجرعته المناسبة قد تكون ثلاثمائة مليجرام يوميًا، وتبدأ الجرعة بالتدرُّج، يبدأ الشخص بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا في اليوم الأول، ثم خمسين، ثم مائة، ثم مائة وخمسين، ثم مائتين، ثم ثلاثمائة، ويستقر عليها، وتكون هذه الزيادة يوميًا -أختي الكريمة-.

أما محاولة استبدال الزولفت إلى الاستالوبرام، فالاستبدال يكون بأن تُدخلي نُصف جرعة الاستالوبرام مثلاً نصف حبة، وفي نفس الوقت يتم خفض الزولفت إلى نصف حبة، وتستمر نصف حبة من الاستالوبرام ونصف حبة من الزولفت لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك يتم سحب الزولفت وتستمري في حبة كاملة من الاستالوبرام، هذا مع العلاج النفسي الذي ذكرته لك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً