الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من خوف وقلق يلازمني، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإخوة في إسلام ويب جزاكم الله كل خير على جهودكم الطيبة في خدمة الإسلام والمسلمين.

سؤالي هو: قبل أربع سنوات حدثت معي مشكلة، وشعرت يومها بحالة خوف وهلع شديد جداً جداً جداً، لدرجة أنني لم أعد آكل، ولَم أعد أستطيع النوم، وبقيت حزيناً مهموماً وسرحانا وكئيبا، وبقيت على ذلك مدة من الزمن، ومع الفترة بدأت هذه الأعراض تخف تدريجياً إلى أن استطعت العودة إلى 75 ٪ من حالتي الطبيعية قبل تلك المشكلة، ولكن ومنذ تلك الحادثة أصبحت أشعر بقلق وخوف وهلع دائم متواصل يلازمني على مدار السنة، وعند كل حدث يواجهني اشعر بنفس أعراض الخوف الشديد لمدة يومين وأكثر، مع العلم أنها تكون مشكلة تافهة، ولا ذكر لها، ولا يوجد لها أهمية أصلاً، ولكنني أشعر معها بخوف ورعب شديد يلازمني مدة طويلة نسبياً، وأتخيل معها نتائج كارثية، مع سرعة نبضات القلب، وضيق بالصدر، وتعرق شديد، وتفكير وقلق دائم، ومتواصل وشرود ذهني وكآبة وحزن نسبي أيضاً، وأرق ونوم، وبحالة أنني نمت بعد كل هذا، ولكن أول ما أستيقظ تعود المشكلة وأعراضها إلي، فهل يوجد علاج يخفف علي هذا الشيء؟

وجزاكم ألف خير على مساعدتكم لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فواضح أنك من الشخصيات القلقة التي تتأثر بالمشاكل التي تحدث حولها، وتنتج عن ذلك أعراض قلق وتوتر واضحة، وكلما حصلتْ مشكلة تزداد هذه الأعراض وتظهر إلى السطح، ولكن إذا اختفت هذه المشاكل فيمكنك – كما ذكرت – التغلُّب عليها بدرجة كبيرة، وهذا شيء إيجابي -أخي الكريم-.

فالعلاج الأساسي – أخي الكريم – هو علاج نفسي، علاج نفسي لكي تتعلَّم كيفية الاسترخاء، وبهذا تستطيع أن تتغلب على كثير من أعراض القلق والتوتر التي تنتج عند كل مشكلة تواجهك، ولا بأس أيضًا من أخذ بعض العلاجات التي تُساعد على خفض التوتر والقلق، مثل الـ (سبرالكس) مثلاً، عشرة مليجرام. ابدأ بنصف حبة – أي خمسة مليجرام – بعد الأكل لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وتحتاج لفترة من الوقت حتى تزول معظم هذه الأعراض، فترة لا تقل عن ستة أسابيع، ومن بعدها – بعد أن تزول هذه الأعراض وتحس بالراحة النفسية – عليك الاستمرار في تناول الدواء لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك قم بالتوقف عن تناول الدواء، بأن تخفض جرعة الدواء بسحب ربع الجرعة أسبوعيًا حتى يتم التوقف منه تمامًا.

وإن كان هناك علاجًا نفسيًا كما ذكرتُ فهذا أفضل، لأنه عند التوقف من الدواء لا تعود الأعراض بإذن الله، وتستطيع أن تتأقلم وتتوائم مع الأحداث الحياتية التي تحصل معك دون قلق وتوتر.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً