الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إقحام أهل الفتاة في المشكلات بين الخطيبين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب من الأردن أعمل في السعودية، قبل شهر تم طلاقي من خطيبتي، الآن نحن الاثنان أنا وخطيبتي نرغب في العودة لبعضنا البعض، الطلاق حدث من قبل أهلها نتيجة خلاف بسيط حدث، وقمت بإرسال رسالة من جوالي إلى والدها وقلت نرغب في الانفصال، طبعاً هذا خطئي أني أدخلت أهل خطيبتي في مشاكلنا الشخصية، ولكن نحن ما زلنا في بداية حياتنا ونحتاج إلى النصح والإرشاد من قبل الأهل حتى نتعلم كيف نعالج مشاكلنا.

وبعد الطلاق أصبح الناس يوجهون النصائح: لا تدع أحداً يدخل بينك وبين زوجتك مهما حصل بينكما، الآن أنا أريد النصيحة كيف أعالج مشكلتي مع أهل خطيبتي حتى نستطيع العودة لبعضنا البعض وهذه رغبتنا نحن الاثنان؟

طبعاً أهل خطيبتي يتمتعون بمزاج صعب ليس من السهل التعامل معه، لا أعلم كيف أفتح قنوات الحديث بيننا مرة أخرى، أريد المساعدة والعون في تقديم النصيحة المشورة حتى أتمكن من معالجة هذه المشكلة.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هيثم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن التأني في الأمور يورث السلامة، كما أن العجلة تورث الندامة، والعاقل يفكر في العواقب والآثار قبل أن يقتحم الأخطار، ولا يقضي القاضي إذا كان غضبان، واللبيب يسكت حتى تزول سطوة الشيطان.
وتدخل الأهل في الخصوصيات الزوجية يعتبر من أكبر الأخطار التي تهدد مسيرة الحياة الزوجية الأسرية، ولذا كان من حكمة الشريعة أن الرجل لا يسأل فيم ضرب أهله رعاية لحرمة الأسر، وصيانة للأسرار والأعراض، ولذلك كان حفظ الأسرار من الحقوق المشتركة بين الزوجين.
ولا شك أن أفضل طريق للإصلاح هو تدخل العقلاء الفضلاء، ولو كان ذلك بطلب منك؛ لأن هذا يرفع عنك الحرج وعن الفتاة أيضاً.
واجتهد في حفظ لسانك، وبادر بإظهار المشاعر الطيبة تجاه أسرة الفتاة، ولاشك أن تدخل الأهل في خصوصياتكم يزيدها تعقيداً ويخرج بالمشكلة عن إطارها.

واجتهد في الدعاء والتوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، وإذا صدقت النيات واتخذت الأسباب فإن الله بفضله سوف يحقق لكما ما ترغبان فيه من تصحيح الأوضاع، وأرجو أن تحرصا على طاعة الله، فإن ما عند الله من توفيق لا ينال إلا بطاعته، وأرجو أن تخبر الفتاة أهلها برغبتها في العودة إلى خطيبها وخاصة والدتها والقريبين منها من أرحامها، وأرجو أن تجدوا في أهل الخير وأهل العلم من يساعدكم في تجاوز هذه العقبة.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً