الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رجل يريد خطبتي ولكنه لا يصلي، ما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم.


أنا فتاة مغربية الأصل، ومقيمة في السعودية، تعرفت على إنسان عن طريق الإنترنت، وهو صاحب دين وأخلاق، ولكن للأسف أهلي يرفضون فكرة الزواج عن طريق الإنترنت، ويريدوني أن أتزوج من شخص من المغرب، ولكن عكس الذي أعرفه تماماً فهو لا يصلي، وأنا أرغب بالزواج من الشخص الذي أثق فيه، فكيف أتزوج بدون أن أغضب رب العالمين علي؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

فحق لكل عاقل غيور أن يخاف من شرور الإنترنت، وأن لا يتعامل معه إلا بحذر شديد، ولا شك أن كثرة ضحايا الإنترنت تغني عن كثير من الكلام حوله.

وإذا تأكد لك صلاح هذا الفتى فاطلبي منه أن يتقدم رسمياً، ويأتي البيوت من أبوابها، وأرجو أن تستغفرا الله وتتوبا إليه، وتجتهدا في إصلاح الوضع أو التوقف عن المراسلات والمكالمات؛ لأن العواطف غير مأمونة والشيطان هو الثالث.

وعلينا أن نتذكر أن كثيراً من الشباب يظهر التدين إذا وجد فتاة تحب الدين، حتى إذا وصل إلى خديعتها كشر عن أنيابه، وربما تنصل عن الضحية الأولى ليبدأ مشوار الخديعة مع غافلة أخرى.

ومن هنا كان حرص الشريعة على بناء الأسر على الرضا التام والرؤية الشرعية مع مراعاة الدين والأمانة والأخلاق، والقدرة على تحمل المسئوليات، وأعطى أولياء المرأة حق المشاركة في اختيار شريك حياة الفتاة، وأهل الفتاة من الرجال هم أعرف الناس بالرجال، وأحرص الناس على مصلحة بناتهم، لكن رغبة الأهل ودورهم مرتبط بصلاح دينهم وحرصهم على القبول بالمصلين.

فإنه لا خير في عبد لا يركع لله مهما كانت قرابته ومكانته، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه، وليس من مصلحتك مجاملة أحد من الناس إذا كان الأمر يغضب الله.

والصواب أن يسارع ذلك الفتى بطرق الباب، وليس من المصلحة إظهار علاقاته السابقة لأهلك، ولا تقبلي به إلا بعد التأكد من صلاحه وصدقه، ولا تردي صاحب الدين إذا رغب في الارتباط بك، فإن كل نقص يمكن أن يصلحه الدين، ولكن الخلل في الدين لا يمكن تلافيه.

ولا داع للاستعجال؛ فإن رزقك سوف يأتيك، فاشغلي نفسك بما خلقت له من العبادة والطاعة، واعلمي أن الله لا يضيع عباده المؤمنين، وأكثري من الدعاء والتوجه إلى الله، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه.

والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً