الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج بابن الخالة رغم أنه غير ملتزم

السؤال

السلام عليكم.
في الحقيقة هذه رسالتي الثالثة، وجزاكم الله عني كل خير، وآسفة لكثرة إزعاجكم لكن في الحقيقة أشعر أنني بحاجة للتكلم مع أحد، والاستماع لنصيحته مع أنني أولاً وأخيراً اعتمادي على الله، لكن الله قال لرسوله وشاورهم في الأمر.

أول استشارة لي رقمها (17600)، الآن منذ يومين كان حفل الزفاف، والحمد لله أنا بخير والله معي، وحتى إنني بحكم عملي معه تكلم معي اليوم وباركت له ولزوجته، أنا راضية لكنني شعرت بأنني سأختنق وأنا أكلمه وأكلم زوجته لكن الحمد لله.

الجديد في الأمر أنه تقدم لي عريس وهو من الأقرباء وأعرفه ويعرفني، وهو منذ كان عمري 18 سنة كان الجميع يقول: إنه يحبني ويريد الارتباط بي، لكنه كان في أول حياته، وأمه لم تكن موافقة، وأنا كنت أشعر أنه مثل أخي لأنه ابن خالتي وهو صديق لأخي جداً، وبعد أن غيرت نظرتي له قال بعض الأشخاص كلاماً على لسان أمي، وهي لم تقله، وهو صدّق الأمر، ولم يكترث وأنهى الموضوع، وسافر إلى أمريكا، حتى إننا كنا في بيتهم وسلمت عليه ولم يرد السلام.

تزوج هناك ثم الآن ماتت زوجته وليس عنده أولاد، الآن هو يريدني ويحبني ولم ينسني طيلة هذه السنوات، هو لم يرجع بعد، سيأتي بعد شهر لكن أمه جعلت أخوالي يتكلمون مع أمي في الموضوع، وأمي قالت الرأي لابنتي وأنا لا دخل لي، الآن أريد أن يأتي وأتحدث معه وأعرف عنه.

أنا أعرفه قبل سفره لم يكن ملتزما جيداً، أعني يصلي لكن أحياناً يقطع صلاته، لكن أنا تغيرت والتزمت ولا أعرف هو كيف تربيته، أعرفها جيدة لكني أريد من يعينني على الالتزام أكثر، لا من أنا أعينه أكثر! طبعاً لي الأجر في ذلك لأني أخشى أنني أوافق عليه هرباً من القصة القديمة، أعني مع الشاب الذي معي في العمل؛ لأنني الآن مرتاحة لأنه في إجازة وأنا لا أراه، لكنه بعد أسبوع سيعود، الحمد لله هذا ما اختاره الله لي لكنني لا أعرف لماذا أشعر بأن شيئاً يخنقني عن رؤيته.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا وتواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونحن نعتبر كثرة اتصالك بنا وسام شرف على صدرونا بالموقع وثقة نعتز بها جميعاً، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يزيدك هدىً وصلاحاً واستقامة، وأن يرزقك زوجاً صالحاً يعوضك خيراً، ويأخذ بيدك إلى رضوان الله والجنة.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فاسمحي لي أن أقسم الإجابة إلى شقين:

الأول :وهو ما يتعلق بزميلك في العمل، فإن المسألة مسألة وقت؛ نظراً لأن تعلقك به كان قوياً، ولكن مع الأيام سوف تتلاش هذه الحالة تماماً، لأنك قد قطعت الأمل في زواجه منك، وبالتالي لن يكون هناك داعٍ للتعلق برجلٍ فضّل غيرك عليك، وأنت لست أقل منه شأناً، ولكنها قسمة الله وإرادته، وأنه لو كان في زواجك منه خير لك أو له لقدره الله، أما ولم يقدره الله فهذا هو الخير؛ لأنه تعالى لا يقدر إلا الخير، فالخير كله في يديه، والشر ليس إليه كما في الحديث، فاحمدي الله على ذلك، ولا تلتفتي للوراء، واطرحي هذا الماضي خلف ظهرك، وفكري فيما أنت فيه الآن وما ينتظرك في المستقبل القريب، واسألي الله أن يقدر لك الخير، وأن يمن عليك بأفضل منه ديناً ودنيا، فهو جل جلاله على كل شيء قدير، ويحب أن يسأله عبده، بل ويحب الملحين في الدعاء، فأكثري من ذلك، واعلمي أن الله لا يمل حتى نمل نحن، واسأليه أن يرزقك الرضا بقضائه وقدره، وتأكدي -أختي ندى- أن ما قدره الله لك هو عين الخير، فلا تحزني على عدم زواجك منه أو ارتباطه بأخرى غيرك.

الشق الثاني: بالنسبة لابن خالتك، أرى ألا تتسرعي باتخاذ أي قرار، وإنما انتظري حتى يأتي وتتعرفي عليه وعلى أفكاره وسلوكه ومبادئه؛ لاحتمال أن يكون هو الآخر قد وفقه الله للالتزام وهو ما نرجوه، أو أن يكون العكس، فناقشي معه كل شيء بصراحة ووضوح، وبيني له شروطك بكل صدق حتى لا تندمي بعد ذلك، ولا تُلق بالاً للفترة السابقة أو الكلام السابق، وإنما انظري للمحاضر والمستقبل، وهل هذا هو الرجل المناسب لك أم لا؟ خاصة وأن أهلك أعطوك حرية الاختيار، فهذه فرصتك وقدّمي الدين والخلق أولاً وقبل كل شيء، ولا مانع من استخدام الدعاء والحيلة ومراقبته لمعرفة صدقه من عدمه، ثم عليك بالاستخارة، والإكثار من الدعاء، وأنا واثق من أنك ستوفقين للقرار المناسب إن شاء الله.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة في الدارين.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً