الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي اضطرابات نفسية تمنعني من مخالطة الناس، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

نشكركم على هذا الموقع المفيد والذي يقدم للناس المساعدة، وأسأل الله أن يكتب لكم الأجر والثواب.

عمري 26 سنة، أعاني من اضطرابات نفسية معقدة، وهي أني غير اجتماعي، وأتهرب من الاجتماعات والمناسبات، وأتهرب من زيارة الأقارب، لدي تسرع في الحكم على الأمور، ولدي خوف إذا ذهبت لأي مناسبة اجتماعية، أخشى أن يروني الناس لوحدي، كذلك لدي رعشة في اليد والقدمين والجسم منذ ثلاث سنوات، ولا أحسن التعبير، ولا أستطيع تكوين صداقات، وانطوائي.

راجعت طبيبا نفسيا، واستعملت أدوية كثيرة، منها: الفافرين، اللوسترال، الاسترتيرا، الإندرال وغيره لمدة سنتين، والآن أتعالج بنصف حبة ويميرون ورياسترين150، وقد أكملت سنة على هذا العلاج، فما الحل؟ علما أن وزني كان 53 كلغ، وطولي 163 سم، والآن وزني 43 كلغ.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإذا كان عدم الاختلاط مع الناس وعدم زيارة الأقارب والتسرع في الحكم سمات مستمرة معك منذ أن كنت صغيرًا، فهذه سمات من سمات الشخصية – أخي الكريم – وليس مرضًا نفسيًا مُحددًا، وسمات الشخصية لا تختفي بالأدوية، الأدوية قد تساعد في علاج القلق والتوتر والاكتئاب الذي ينتج عن هذه السمات التي تُسبِّبُ ضيقًا للشخص، لأنه لا يستطيع أن يتأقلم أو أن يعيش حياة طبيعية، ولكن العلاج الأساسي المفيد لهذه السمات هو العلاج النفسي.

تحتاج إلى جلسات نفسية طويلة – أخي الكريم – كي تتغيَّر، سوف يُساعدك المعالِج النفسي في تغيير هذه السمات من خلال تملُّكك لمهارات مُعيَّنة، والمتابعة مع المعالج النفسي، حتى يتأكد أنك تستطيع تطبيقها بالتدرُّج، وهذا يوضح لماذا لم تستجب لكل هذه الحبوب والأدوية التي استعملتها طيلة هذه الفترة، لأنه – كما ذكرتُ لك – المرض ليس مرضًا نفسيًا، وإنما هو سمات شخصية تجعلك لا تعيش حياة طبيعية مثل الآخرين، فالمطلوب منك التواصل مع معالج نفسي – أخي الكريم – والأدوية التي تتعاطاها الآن هي مساعدة فقط، العلاج الرئيسي هو العلاج النفسي طويل المدى مع معالج نفسي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً