الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أصارح أمي بأني مريض بالاكتئاب والرهاب الاجتماعي؟

السؤال

أنا مريض بالاكتئاب والرهاب الاجتماعي، ومنعزل عن المجتمع نهائيا، وبدأت في العلاج منذ زمن، والآن بدأت أرجع للجلسات النفسية وتلقي العلاج، والوالدين خاصة الوالدة تضغط علي بأمور تتنافى مع التشافي من هذا المرض، وأنا أخفيت عنها الموضوع منذ أكثر من 10 سنوات، وأريد إبلاغها لسببين:

الأول: أن تعذرني على تقصيري ولا تأخذ بخاطرها علي؛ لأن هذا المرض يجعل الإنسان لديه عسر مزاج، وضيق في الصدر، وعدم تحمل للمسؤوليات.

الثاني: أن تدعمني ما استطاعت بأن لا تضغط علي وتصرخ علي وتظن أنني مهمل، ولا تعلم أن ما بي هو من المرض النفسي وخارج عن كامل إرادتي، ولكنني أخشى أن تقلق كثيراً حيث البعض يظن أن هذا ليس من البر، فما رأيكم؟ هل أخبرها؟ أم أتحمل وأصبر، علماً أنني أرى أن عدم المكاشفة والمصارحة والحوار من أكبر أسباب مرضي أنا وإخوتي والعكس صحيح، فالمصارحة تنفس عنا وتجعلنا نعاون بعضنا، وكذلك تعينني بأن لا تضغط علي وتصرخ علي، وهي هداها الله كثيرة العصبية والصراخ، وبذلك يساعد هذا كثيرا في علاجي، وبأن تتفهم وضعي، وبذلك -بإذن الله- أتحسن وأشفى، وهذا سوف يعود عليها -بإذن الله- بالراحة وسيسعدها لاحقاً إن أنا شفيت وعدت إلى عملي وتزوجت، فهل ترون ما أراه بأن أخبرها بذلك بأسلوب طيب ومتدرج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوالدة دائمًا عندها حاسة سادسة تجاه ابنها، وتحس بما يحس به، وتشعر بما يشعر به، وإن كانت تحس بأن هناك عصبية فقد تكون عصبيتها ناتجة عمَّا تعانيه أنت من مرض، وهي لا تستطيع أو لم تفهمه بعد.

أخي الكريم: أجمل شيء هو أن تُصارح والدتك بأنك ذهبت إلى طبيب نفسي وتتلقى علاجا، فإن هذا سوف يشرح قلبها بدرجة كبيرة ولا يزيد قلقك وقلقها، لأنها ترى ما أنت عليه من معاناة يوميًا، وتحس بها، حتى ولو كنت أنت لا ترى ذلك.

فيا أخي الكريم: بالعكس أنا أشجعك كثيرًا على مصارحة الوالدة، وهذا سوف يأتي بالفائدة عليك وعلى والدتك أيضًا، ليس بدعمك فقط، وبأن تفهم ما أنت عليه، ولكن بدعمها هي أيضًا ومساعدتها، لأنها هي تعاني بسبب معاناتك، وإن كنت أنت لا ترى ذلك.

فيا أخي الكريم: أؤيدك بشدة في هذا الاتجاه، وأشجعك على مُكاشفة الوالدة وتشرح لها موضوع العلاج، ويا حبذا لو أخذتها بنفسك وقابلت المعالِج النفسي أو الطبيب النفسي الذي يُعالجك، فهذا يكون أنفع وأفضل من المصارحة فقط.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً