الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق والرهاب والهلع فما نصائحكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسأل الله أن يجعل ما تقومون به في هذا الموقع من خير في ميزان حسناتكم.

أنا شاب عمري 25 سنة، أعاني من مشاكل عديدة أتعبتني منذ سنوات، وهي: القلق، ونوبات الهلع، والرهاب الاجتماعي.

فأنا دائما أشعر بالقلق وبدون سبب واضح، وأحيانا تأتي لي نوبات هلع شديدة، وصداع شبه مستمر، أكون خائفا ومرتبكا دون سبب، وأعاني من تقلب المزاج، وأصبحت لا أذهب لحضور المناسبات والاجتماعات، وأحيانا ألجأ للكتابة ولا أرغب في الحديث إطلاقا.

أعاني من الرهاب الاجتماعي، وإذا أردت التكلم أمام أحدهم يحمر وجهي ولا أستطيع، أو إذا أردت أن أصلي صلاة الجماعة تصيبني حالة غريبة، فأشعر بانقطاع النفس، وزيادة ضربات القلب، وأكمل الصلاة بصعوبة.

رغم ذلك كله تجدني أحرص على فعل الخير، وأحاول حضور أي مناسبة ولا جدوى، وأحيانا أشعر بحزن شديد، لا أعلم ماذا أصابني بالتحديد، أنا مصدوم بسبب ما يحصل لي، ولكن -الحمد لله-.

كنت في السابق سعيدا، وعشت حياة طبيعية، ولم أعاني من هذه الأعراض أبدا، لا أستخدم أي علاج، وأجريت الفحوصات الطبية، وتخطيط القلب وظهر سليما، والتحاليل بينت وجود نقص بسيط في فيتامين (د)، ولا أعاني من أي أمراض.

أخيرا: لدي سؤال فأنا متخوف جدا من تناول الأدوية النفسية، بسبب ما سمعت عنها، وعن تأثيرها السلبي أحيانا، أو أن تكون لها أعراض مزمنة في بعض الأحيان فهل هذا صحيح أم لا؟

جزاكم الله خيرا، وآسف على الإطالة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عزام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت -كما ذكرتَ في استشارتك- تعاني من أعراض قلق وتوتر ونوبات هلع ورهاب اجتماعي، وبالذات في الصلاة، والفحوصات طبعًا تكون سليمة، لأن هذه الاضطرابات اضطرابات نفسية وليست عضوية، ولذلك كل الفحوصات تطلع وتكون سليمة.

يا أخي الكريم: علاجك إمَّا أن يكون علاجًا دوائيًا أو علاجًا نفسيًّا أو الاثنين معًا، والعلاج السلوكي المعرفي فعّال جدًّا في علاج هذه الاضطرابات التي ذكرتها، وطبعًا ليس له آثار جانبية، إنما هي جلسات عِدةَّ تُجريها، ولكن حتى بالنسبة للأدوية النفسية التي تُعطى لاضطراب الهلع والاكتئاب والرهاب الاجتماعي هي معظمها تنتمي إلى فصيلة الـ (SSRIS)، آثارها الجانبية قليلة، ولا تؤدي إلى الإدمان على الإطلاق، ولا تؤدي إلى أضرار على المدى البعيد، هذه أدوية الآن فعّالة، ويُجري استعمالها بصورة كبيرة، وأثبتت فعاليتها، وآثارها الجانبية قليلة.

لا تلتفت إلى الشائعات التي تُطلق على بعض الأدوية النفسية القديمة التي كانت لها آثار جانبية، أو بعض الحبوب المهدئة التي قد تؤدي إلى الإدمان.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً