الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أجد في الناس من يتقبلني كما أنا، فكيف أعيش؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أشكر جميع القائمين على هذا الموقع الرائع لتقديم النصائح، ومساعدة الناس الذين لا يستطيعون البوح لأي شخص بما يتعب قلوبهم وأنفسهم، الشكر الجزيل لكم، وبارك الله فيكم.

أنا فتاة عمري 25 سنة، مشكلتي أو مرضي النفسي سميته مرضا لأني منذ بلوغي وأنا أشكو منه، فشخصيتي ضعيفة جدا، بسبب شكلي وكلام الناس وأذيتهم لي منذ صغري، ولكن لم أعر الأمر اهتماما حتى كبرت وأصبح عمري 16 سنة، تأذيت جدا وتمنيت الموت، أصبحت أكره مخالطة الناس، لكي لا أسمع كلامهم ونظراتهم لي.

رغما عني أتحسس كوني بشرا ولست جمادا، أحمد ربي بالغ الحمد، ولكن تعبت لما أثر علي الأمر، وقتها وجدت شخصا يفضلني كما أنا، لم يؤذني أو يجرحني، بل أحبني جدا وهي صديقتي، تعلقت بها، وأصبحت مقربه جدا لي حتى أكملنا معا 6 سنوات.

بدأت تتغير، ووضعت لها ألف سبب لكي لا أظلمها، ولكن قدر الله ألا تكون صديقتي للأبد، ولا أنكر أني لم أر منها السوء بعد تغيرها، إلا أنها لم تعد تهتم أو تسأل عني.

الآن أعاني من هذا الشيء فعلا، لأني قدمت الكثير لها ليس لتشكرني بل لأني أحبها وأعزها كثيرا، أما الآن أريد أن أساعد نفسي، لأني أشعر فعلا بالفراغ والضياع، وفوق ذلك أكمل هجران صديقتي لي وفاة أمي الذي عصف بقلبي.

أشعر بأن الحياة أصبحت خاوية جدا، لم أعد أستمتع بشيء أبدا، بدأت أكره نفسي، ولم أعد أرغب بالكلام والمزاح، تعبت جدا، حتى السفر لم أعد أتحمس له أبدا، لا أريد أن أقول بأني لم أحاول النهوض والسعي لعلاج ما أمر به، حاولت كثيرا، وكل محاولاتي باءت بالفشل، فلا شيء يصلح لي.

أرى أني أصبحت أعاني من الاكتئاب، ولا أريد تشخيص حالتي ، ولكن الأعراض مطابقة لما قرأت عنه، لا أدري ماذا أفعل؟ أرشدوني إلى حل، أحتاج إلى مساعدة منكم فأنا متعبة جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Shaza حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فتعانين من عدم الثقة في النفس، والحساسية المفرطة لما يقوله الآخرون عنك وعن مظهرك، ولذلك تجدين صعوبة في تكوين صداقات، والصديقة الوحيدة التي استطعت أن تكوني صداقة معها بعد فترة تخلت عنك، لظروف قد تكون ظروفها الخاصة، وقد تكون حياتها، ولكنك تعلقت بها تعلقا شديداً مما أثر عليك، وأيضاً من الواضح أن علاقتك بالوالدة أيضاً كانت كبيرة وكانت كصديقة، والآن عندما توفيت أيضاً أحبطت، والآن تعانين من أعراض الاكتئاب -يا أختي الكريمة- نسبة للوحدانية وعدم وجود صديقة تثقين فيها وتتواصلين معها.

وقد رجعك للمربع الأول وهو عدم القدرة على تكوين علاقات مع الآخرين، والابتعاد عنهم، والآن -يا أختي الكريمة- تحتاجين إلى علاج الاكتئاب الذي ألم بك نتيجة هذا الوضع بمضادات الاكتئاب، تحتاجين أيضاً إلى علاج نفسي لعلاج المشكلة الأولى وهو عدم الثقة في النفس، وعدم القدرة على تكوين صداقات، وهذا يحتاج إلى جلسات نفسية لفترة من الوقت؛ لتعليمك مهارات معينة، ولتدعيم الشخصية.

هناك جلسات تدعيم وتقوية الشخصية -يا أختي الكريمة- ولكن يجب أن تؤجل هذه الأشياء حتى يتعالج الاكتئاب الذي ألم بك بإحدى مضادات الاكتئاب المعروفة من فصيلة الأس أس أر أيز.

فإذاً تحتاجين إلى زيارة طبيب نفسي؛ لإعطائك علاج الاكتئاب في السيطرة على الأعراض الاكتئابية التي تعانين منها، وبعدها تحويلك إلى معالج اجتماعي لمعالجة مشاكل الشخصية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً