الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن تتغير مشاعري تجاه خطيبي.. فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فتاة، عمري 25 عاما، ملتزمة بصلاتي، ولباسي محتشم، وأقيم الليل، وأصوم النوافل، وأخاف الله في كل شيء، مهندسة وجميلة، كان كل حلمي أن أخطب وأتزوج، وأكون أم، ولكنني كرهت خطيبي جدا دون سبب عندما ارتبطت به، وأحزن عليه لأنه يحبني ومتعلق بي، فهل أنا مسحورة أو منفوسة؟

ضعفت ووهنت للحظة بسيطة قبل خطبتي، وتواصلت مع شاب على الفيس بوك وكان فارس أحلامي، خلال هذه الفترة، تقدم خطيبي الحالي لخطبتي فوجدته حسن الصفات ملتزم دينيا، وافقت عليه؛ لأن أهلي أقنعوني به، وعقدت قرآني، وتركت ذاك الشاب، فأنا لا أحب خطيبي، ولا أشعر اتجاهه بأي نوع من المشاعر، لي قريب الشهرين معه إذا اقترب مني أو قبلني أو غير ذلك لا أشعر بشيء، لا أحبه، أشعر وكأنني مجبورة عليه، الكل يستغرب من ذلك، رغم أنني أحاول أن أحبه، وأحاول أن أتفاعل معه لكنني لا أستطيع.

لديه أخطاء إملائية فادحة جدا وهذا الشيء يثير غضبي، ومتعلق بي كالأطفال بشكل مقزز، يريد أن يبقى معي طوال اليوم على الهاتف، وأهله متحكمون بقراراته، بدأت أشعر بالحنين لصديقي السابق، وعدت أتكلم معه وأشكي همومي له، أعلم أنني مقترفة ذنبا عظيما، وأخاف الله، وضميري يؤنبني ويبكيني، وأشعر بخيانتي العظيمة لخطيبي وأهلي، وأخاف من عذابي عند ربي، ولكن هذا الشيء ليس بيدي، والله لا أستطيع، أحاول جاهدة أن أنساه وأبتعد، ولكنني لا أستطيع، فماذا أفعل؟

أرجوكم أرشدوني، فهل من الممكن أن تتغير مشاعري تجاه خطيبي؟

شهران لم يتغير أي شيء تجاهه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ راما حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا وسهلا بك، ونسأل الله أن يصلح شأنك، وأن يسعدك في الدنيا والآخرة.
_ بداية لا بد أن تعلمي أننا نحن المسلمون نعتقد أن لنا ربا يرزقنا، وأنزل لنا شريعة يجب الالتزام بها، ومما ننصحك به:
_ عليك أن تقوي إيمانك بالله تعالى، وأن تخلصي لله في صلاتك وعبادتك حتى يحصل لك التوفيق.
_ هذا الزوج قد عقد عليك، وهو كما تقولين أنه رجل صالح، وكان الأولى أن تستخيري الله قبل أن تقبلي به زوجا، ولكن بعد العقد فتركه يكون فيه صعوبة شديدة، ولها تبعات كثيرة، وليس هناك أي سبب شرعي يدعوك لتركه، بل هناك أسباب تدعوك لأن تكوني سعيدة معها، ولهذا عليك بالإكثار من الدعاء بأن يؤلف الله بين قلبك وقلبه، وأن يرزقك حبه، ولا بأس من قراءة الرقية الشرعية على نفسك، فقد يكون لديك مرض العين -لا قدر الله- المهم عليك بالاجتهاد في أن تكوني زوجة صالحة لهذا الرجل الذي يحرص عليك ويحبك وفيه هذه الصفات الحميدة.

_ والأمر الآخر أنت تعرفين حكم الشريعة في التواصل مع شاب أجنبي وأن هذا حرام، وتشعرين بتأنيب الضمير في ذلك، فالواجب عليك من غير تأخير قطع التواصل مع ذلك الشاب؛ لأنك قد أصبحت زوجة لرجل آخر، ولا يليق بك مثل هذه التصرفات التي تغضب الله، وفيها خيانة لزوجك، احسمي الأمر، واتقي الله واعملي على رضاه، ولا يلعب بك الشيطان ليبعدك عما أحل الله ويوقعك في المعصية، عليك بالاستعانة بالله تعالى، والإكثار من الاستغفار، والإكثار من قول لاحول ولا قوة إلا بالله، ثم اعزمي على هجر ذلك الشاب الطائش، وحافظي على بيتك مع زوجك الصالح، واحذري أن تتركيه حتى لا تصابي بالعنوسة، وهو ابتلاء قد حصل لكثير من الفتيات في هذا العصر.

وفقك الله إلى كل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • قطر خالد

    شكرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً