الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الهلوسة الكلامية بحيث أتكلم بما لا أحب النطق به!

السؤال

السلام عليكم.

أشكر موقعكم المتميز والمفيد.

لدي حالة ولا أدري ما هي؟! هل هي هلوسة أو مرض معين؟ عانيت منذ 4 أعوام من حالة غريبة، فقد كنت أستيقظ كل ليلة جمعة تحديداً، وأبدأ بالتكلم، مثلاً أقول:
(أريد أن أموت، أنا حامل)! مع أن هذا الكلام لا أريد أن أتلفظ به، وكأن شخصاً يتكلم مكاني، فكنت أشرب بعض الأعشاب وتختفي الأعراض، ومن ثم تعود، وبدأت بالتجدد، فبدأت برؤية أشياء غير حقيقية وأخاف من أن تسوء حالي.

أرجو المساعدة، هل هذه الحالة خطيرة، وتحتاج لطبيب معالج؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التفسير النفسي لمثل هذه الحالات يندرج تحت ما يسمى باضطراب تعدد الشخصية، أي الإنسان يكون لديه أكثر من شخصية داخلية، الشخصية الأساسية والرئيسية تكون هي شخصيته المعروفة والمرتبطة بواقعه، والشخصية الإضافية تأتي بأشياء ليست في إرادة الإنسان، ولا يريد الإنسان أن يقوم بالتصرفات التي تقوم بها تلك الشخصية، وهي ناطقة باسمه وجزء منه، ولكنها بصورة مختلفة، هذا تفسير علمي نفسي قد يصعب قبوله بالنسبة لبعض العلماء، لكن الغالبية العظمى من علماء النفس ترى أن هذا هو التفسير.

التفسير الآخر هو أن الإنسان قد يدخل في حالة مما يسمى بالاضطرابات الهستيريا أو الاضطرابات التحولية، يعني أن الإنسان يحدث له تحول في مكون معين من ذاته وطريقة تفكيره، وتظهر مثل هذه الظواهر الغريبة، والبعض يرى أن هذا نوع من الوسوسة وحديث النفس الذي يتخيله الإنسان دون وجود له، وفي هذه الحالة تسمى بالهلوسة أو الاضطرابات السمعية الكاذبة.

أخي الكريم، هذه كلها تفسيرات ويرجعها السلوكيون للقلق الداخلي، علاجها يتمثل في التجاهل التام وعدم الاهتمام بها، وأنت ذكرت أن شراب بعض الأعشاب يؤدي إلى إخفائها وهذه ظاهرة -أخي الكريم- أيضاً يمكن أن تفسر، لا أقول لك إنك متلبس بجن أو روح شريرة أو شيء من هذا القبيل، لكن أقول لك إن تهيئك النفسية والتأثير الإيحائي قد يكون هو الذي جعلك تتصور وتتخيل أنه ربما يكون هنالك نوع من التدخل الروحاني. وهذه الظواهر معروفة، وأيضاً تعالج بالتجاهل التام، والحرص على الصلاة في وقتها، والرقية الشرعية والأذكار، وأن لا يوهم الإنسان نفسه كثيراً في الأمور الغيبية، نؤمن بها ولكن يجب أن لا نتوهم حولها.

حالتك ليست خطيرة، وقطعاً إن ذهبت إلى الطبيب النفسي هذا سيكون أمراً جيداً، ليعطيك أحد مضادات القلق لتختفي هذه الحالة تماماً.. بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً