الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جامعتي تفرض كشف وجهي..هل أترك الجامعة؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة أدرس بجامعة مختلطة أستر وجهي وكفي، وأقلل حضوري قدر ما أستطيع، لكنني إن لم أكشف عن وجهي يمنعونني من الدخول، مع العلم أن كشفي عن وجهي ليس للتعرف على الهوية فقط، إنما أدرس كاشفة عنه، ولا توجد في بلدي جامعات غير مختلطة، فهل أترك الجامعة؟

علما بأني مؤمنة من الفتنة، فأنا لا أتحدث مع الرجال إلا لضرورة، وأجلس دائما إلى جانب الإناث وأغض بصري، وأريد أن أسألكم أيضا: أختي تدرس بالإعدادية وهي متحجبة، لكن يدرسها بعض الرجال؛ والبنات اللاتي يدرسن معها ليسوا كلهن متحجبات، فهل تترك الدراسة هي الأخرى؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ انفاب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلقد عمت الفتن في كثير من بلاد المسلمين، فمنعوا حجاب المرأة وأجبروها على كشف وجهها ومن لم ترضخ لذلك عطلوا الكثير من مصالحها التي لا قوام لها بغيرها حتى إنها في بعض البلدان تمنع من ركوب وسائل المواصلات العامة، فعمت البلوى في هذه القضية.

لأهل العلم كلام في كشف الوجه، فمنهم المانع ومنهم المبيح شريطة ألا تكون قد وضعت على وجهها شيئا من مساحيق التجميل، وهو قول قوي ووجيه، ومن ثمار الخلاف في هذه المسألة أن القول الثاني يرفع الحرج عن الأمة في مثل هذه الظروف وخاصة المقيمات في بلاد الغرب.

لا أرى أن تتركي دراستك لهذا السبب، بل أنصحك أن تستمري مع الاجتهاد في تغطية ما استطعت من وجهك بحيث لا يبقى مكشوفا إلا ما لا بد منه، ومع غض البصر، والابتعاد عن الاختلاط بالرجال ومحادثتهم إلا ما كان لضرورة التعليم.

لتكن عندك النية الصالحة أنك بهذا تنفعين نفسك وأمتك، ولعل الله تعالى أن ينفع بك في المستقبل، وما ذلك على الله بعزيز.

اجعلي كشف وجهك في المناطق التي يلزمونك بذلك فقط، فلا تكشفي وجهك خارج الجامعة مثلا، ولا في الأماكن التي يسمح لك بتغطيته كما في خارج قاعات الدراسة إن كان ذلك مسموحا به.

هذا الكلام ينسحب على أختك كذلك، وأنصحكما أن توثقا صلتكما بالله تعالى وتجتهدا في تقوية إيمانكما من خلال كثرة الأعمال الصالحة من صوم وصلاة وتلاوة قرآن، وحافظا على أذكار اليوم والليلة.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات