الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من خلل التوتر العضلي والقلق الشديد، فهل من علاج يخلصني منهما؟

السؤال

السلام عليكم.

لو سمحت يا دكتور أعاني من مرض خلل التوتر العضلي، وآخذ باكلوفين 25 وتجريتول سى آر 200 وسيردالود 2، فهل يوجد علاج جديد؟ وهل حقن البوتكس في الرقبة يقلل الشد العضلي الشديد في الرقبة؟ وهل تصلب الرقبة يؤثر على الكلام والنطق؟

وأعاني من التوتر والقلق الشديد، وأحني وجهي إلى الأرض ولا أستطع أن أرفع رأسي من قوة الشد العضلي، وأعاني من الحركات اللاإرادية في العين اليمنى واهتزاز اليد وعدم الإتزان في المشي، فهل يوجد علاج جديد؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أخي الكريم: حالتك مشخَّصة، و-الحمدُ لله تعالى- أنت تحت الرقابة الطبية، وعليك بالمتابعة والاستمرار في اتباع التعليمات والإرشادات الطبية، وتناول الدواء المقرَّر حسب ما هو موصوف.

موضوع حقن البوتكس ذُكر عنها الكثير لحالاتٍ كثيرة، لكن الدلائل العلمية لا تؤيّد كلَّ ما قيل، وأريدك أن تسأل طبيبك الذي تُراجعه حول هذا الموضوع، فإن كان لديه ما هو موثَّق علميا أنها سوف تفيدك من تجاربه العملية أعتقد أنه سوف ينصحك بها، وإن لم يكن فيها خير فلا داعي أن تتوجَّس حيالها.

ومن جانبي - أخي الكريم - أقول لك: هذه الحالات أيضًا تحتاج لتناول مُحسِّنٌ للمزاج، وقد وُجد أن عقار (سبرالكس) والذي يُسمَّى علميًا (استالوبرام) من الأدوية الممتازة، هو دواء مضاد للقلق وللتوتر، ويُحسِّنٌ المزاج، ويُقلِّلُ من الخوف، ويتميَّزُ أنه لا يتعارض أبدًا مع الأدوية الأخرى، فأريدك - أخي الفاضل الكريم - أيضًا أن تستشير طبيبك حول هذا الدواء، فإن صرَّح لك بتناوله أنا أرى أنه سيفيدك.

والجرعة المطلوبة في حالتك من هذا الدواء هي جرعة صغيرة، وهي: أن تبدأ بنصف حبة - أي خمسة مليجرامات - يوميًا لمدة أسبوع، ثم تجعلها عشرة مليجرامات يوميًا لمدة ستة أشهر مثلاً كتجربة، وإن أفادتك يمكنك أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر أخرى مثلاً.

أنا أرى أن هذا الدواء مفيد لك -إن شاء الله تعالى-، وكما تعلم - أخي الكريم - أن التمارين الرياضية المتواصلة وغير المُنهكة تُفيد في حالات خلل التوتر العضلي، ومهما كان عدم الإتزان أرجو أن تحرص على المشي - على الرياضة - وقطعًا حين تتناول السبرالكس عدم الإتزان سوف يتحسّن كثيرًا -بإذن الله تعالى-.

أيضًا أنت محتاج لتطبيق تمارين استرخائية، تمارين التنفّس التدرُّجي، قبض العضلات وشدِّها ثم إطلاقها، هذه مهمَّةٌ جدًّا، وهنالك أيضًا مَن أشار إلى أن اليوجا تُفيد في خلل التوتر العضلي، وأقصد طبعًا بممارسة اليوجا من حيث جوانبها العلاجية المتعددة، ما عدا بعض الرموز ذات الطابع العقدي التي هي موجودة في اليوجا.

إسلام ويب - أخي الكريم - لديها استشارة رقمها (2136015) يمكنك الرجوع إليها للتدرب على تمارين الاسترخاء، وأنا متأكد أن طبيبك قد نصحك بها - أي بتمارين الاسترخاء - فإن كان هنالك مَن يُدرِّبك عليها هذا أيضًا سيكونُ جيدًا وممتازًا.

أخي: بغض النظر عن هذه الأعراض وهذه الحالة أرجو منك أن تعيش حياتك بصورة طبيعية وفعّالة، صرف الانتباه عن الأعراض يكون من خلال: أن يكون الإنسان فعّالاً في حياته مهما كانت علَّته، التواصل الاجتماعي، الصلاة في وقتها، القراءة والاطلاع، القيام بالواجبات الاجتماعية - أخي الكريم - زيارة الأرحام، التفاؤل، التفكير الإيجابي، هذه كلها متطلبات حياتية مهمَّةٌ جدًّا في مثل حالتك هذه.

أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً