الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعور غريب يجعلني أبتعد عن الناس.

السؤال

السلام عليكم.

أشعر منذ فترة بشعور غريب يجعلني أبتعد عن صديقاتي وعن الناس، أتساءل لماذا تحبني صديقتي، ما السبب الذي يجعلها تدعوني للخروج معها؟ فهل أنا مميزة، أو عندي شيء خاص يختلف عن الآخرين؟ أسئلة كثيرة تجعلني أكره أن أتواصل مع الناس وحتى مع أمي وأبي، وأقول لماذا يحبني أبي، ما الذي جعله يحبني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
إن الإنسان بطبعه اجتماعي يحتاج للاختلاط بالناس، ولا يمكنه أن يعيش منعزلا، ولكن عليه أن ينتقي من يعايشهم بحيث يكونون ممن يعينه على الخير ويدله عليه، وليحذر من رفقاء السوء الذين يؤثرون على دينه وسلوكياته، يقول نبينا عليه الصلاة والسلام: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).

أقرب الناس إلى المرء أسرته ولا غنى له عنهم، فهو جزء من تلك الأسرة، وبينه وبينها رابطة الدم والنسب، ومن هنا تنشأ المحبة والرحمة بين أفراد الأسرة الواحدة.

كيف تنفرين من والدك ووالدتك الذي هم سبب في وجودك ألا ترين أن ذلك أمر غير طبيعي، تذكري كيف عانت أمك أثناء حملك وتربيتك، وكيف عانى والدك في تربيتك ورعاية شئونك، فذلك قد يجعلك تعيدين التفكير في الأمر.

أنصحك أن ترقي نفسك صباحا ومساء بما تيسر من القرآن الكريم والأدعية المأثورة، فسيكون لذلك أثر -بإذن الله تعالى-.

من طبيعة البشر أن يحبوا من يحسن إليهم، ويعينهم، ويفرح لفرحهم، ويقف معهم في المواقف الصعبة، ولذلك تنشأ المحبة بين الناس سواء كانت هذه المحبة لأمور دينية أو دنيوية، يقول تعالى مبينا حال الناس يوم القيامة: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) والمعنى أن الناس يكونون في عداوة فيما بينهم إلا المتقين فإنهم يحب بعضهم بعضا.

من طبيعة الإنسان أنه يأنس للجلوس مع من يخالطهم، ويحب من يرى فيه من الصفات الحسنة.

الشيطان يحب أن ينفرد ببعض الناس فيجرهم للوحدة والبعد عن الناس؛ من أجل أن يفترسهم بوساوسه الخبيثة، ومن ذلك ما تعانين منه فإنه لا يخرج عن تلك الوساوس الشيطانية، فاحذري من ذلك، وإياك أن تصغي لتلك الأفكار السخيفة، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم فور ورود تلك الأفكار.

مارسي حياتك بشكل اعتيادي، واختلطي بأسرتك وصديقاتك دون أن تتركي مجالا لتك الأفكار المدمرة.

لا يلزم أن يكون عندك شيء متميز حتى تدعوك صديقتك للخروج معها ولكنها تأنس بالخروج معك، وقد تكون اختارتك لما تتميزين به من حسن الصحبة وجمال الكلمة وغير ذلك.

أوصيك أن تكثري من تلاوة القرآن الكريم، وأن تحافظي على أذكار اليوم والليلة فذلك من أسباب جلب الطمأنينة إلى النفس يقول تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

نسعد بتواصلك في حال أن استجد أي جديد في حياتك، ونسأل الله لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً