الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني وبشكل متكرر من ارتعاش وضعف توازن.. فما السبب والعلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أشعر وكأن المكان الذي أجلس فيه تداخل مع بعضه، وكأن معالم المكان تغيرت فلا أقوم من مكاني، لأني أعلم أني لو قمت قد أقع أو أصطدم بحائط، هذا الشعور لبضع ثوان، وأحياناً دقيقة.

علماً أني تأتيني نوبات صرع كبرى بمعدل مرة كل سنة، ووصف لي الطبيب لاميكتال 25 مرتين يومياً، لمدة سنتين ولكني لم أنتظم.

بعد هذا الشعور ذهبت للطبيب منذ يومين ورسم المخ والرنين سليم، ووصف لي الدكتور tiratam شراب 5سم مرتين يومياً، مع قرصين ميلجا يومياً -وإن شاء الله- زواجي قريب، فهل سيؤثر هذا العلاج بالسلب؟ وهل ميلجا يكفي لحل مشكلة الرعشة في الجسد عند حمل أشياء ليست ثقيلة كطبق أكل على سبيل المثال أو عندما أكون نائماً وأقوم بإمالة رأسي من الوسادة للأعلى؟ فإني أشعر بأن جسدي يرتعش، فما السبب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amged حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي الفاضل: علاج الصرع يجب أن يكون منضبطًا ودقيقًا وحريصًا، يعني هذا كله مطلوب منك، وأنت إذا تناولت الدواء المكتوب والمقرَّر من قِبل الطبيب بانتظام ولم تأتك أي نوبات صرعية خلال ثلاث سنوات بعدها يمكن للطبيب أن يضع برنامجًا لك للتوقف عن الدواء، فأرجو منك الالتزام التام بمتابعة العلاج مع طبيبك.

عقار (لامكتال) قطعًا هو دواء جيد، لكن الجرعة التي كنتَ تتناولها بغير انتظام أصلاً هي جرعة صغيرة، وقد لا تفيدك، لكن إذا كنت تقصد أن الجرعة كان من المفترض أن تُبنى لتصل إلى الجرعة العلاجية الكليَّة فهذا جيد.

عمومًا أنت لا تتناول اللامكتال، إنما تتناول الـ (ترايتام tiratam)، والذي يُسمَّى (كيبرا keppra)، وهو من العلاجات الجديدة نسبيًّا، وعلاج ممتاز، وفاعل جدًّا، والالتزام فيه أعتقد أنه سيفيدك كثيرًا، بشرط أن تكون الجرعة صحيحة.

أما الدواء وهو الـ (ميلجا) هذا غير معروف بالنسبة لي، ويظهر أنه اسم تجاري محلِّي في مصر. عمومًا يمكن أن تستفسر من الطبيب عن كل ما تريده حول الدواء وسوف يفيدك إن شاء الله تعالى.

ما دمتَ مُقْدِمًا على الزواج – أيها الفاضل الكريم – فهذا سيُشجّعك للالتزام بالدواء، وأنا لا أقول لك: إنه سيكون هنالك تأثير سلبي عليك، على العكس الزواج يمكن أن يكون شيئًا إيجابيًا ومفيدًا بالنسبة لك، لكن يُفضّل أن يعرف الطرف الآخر أنك تعاني من هذه العلة، هذا أفضل، وأن يتم شرح الأمر للزوجة بصورة مبسّطة ومعقولة، هذا أفضل من ألَّا تعلم ويكون عندها خبر.

بالنسبة للظاهرة التي تشتكي منها – وهي شعورك بتداخل المكان في بعضه، وما ذكرتَه من أعراض – هذا نوع من القلق، ونسمّيه باضطراب الأنّية، وكثيرًا ما نُشاهده مع بعض أنواع الصرع الذي ينطلق من منطقة في الدماغ تُسمَّى الفص الصدغي، أنا أتصور أنه حين يتم التحكم التام في النوبات الصرعية سوف تختفي هذه الظاهرة، وأرجو أن تذكرها أيضًا لطبيبك حين تُراجعه في المرة القادمة.

الرعشة هذه التي تأتيك عند حمل أشياء ليست ثقيلة: ربما تحتاج لجرعة صغيرة من دواء إندرال، دواء مفيد في مثل هذه الحالات، ويمكن أن تُناقش هذا الموضوع أيضًا مع طبيبك، لأن أطباء الأعصاب متميّزين جدًّا في معرفة أنواع الرعشة وتشخيصها وإعطاء العلاج اللازم لها، نفس طبيب الصرع -إن شاء الله تعالى- يفيدك في هذا الموضوع ويحسم ذلك تمامًا.

بالنسبة لموضوع النهوض من النوم وميل رأسك وإحساسك بشيء من الرعشة: هذا ربما يكونُ ناتجًا عن شيء من عدم التوازن أو أن الدورة الدموية تحتاج لشيءٍ من الوقت لأن تستعيد قواك الكاملة، فنم على شقِّك الأيمن، وقم بحذر، واجلس على حافة السرير لمدة دقيقة مثلاً قبل أن تنهض، هذا إن شاء الله تعالى يُعالج لك هذه المشكلة، وأيضًا أرجو أن تُناقشها مع طبيب الأعصاب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً