الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع تكملة دراستي الجامعية بسبب الاختلاط

السؤال

أشعر بالحسرة لأني لا أستطيع تكملة دراستي الجامعية؛ لأن الجامعات المتوفرة في بلدي مختلطة، وأرفض الانتساب إليها، ولا أريد أن أدخل جامعة في دولة أخرى وأكون بعيدة عن عائلتي، مع ذلك والدي متحسر بأنه ليس هناك من يعينه في مصاريف المنزل، ومن نظرة والدي أشعر بأنني الملامة، وأنا أبلغ من العمر 21 عاما؛ لذا قررت أن أدخل بعض الدورات ولكني أرفض في النهاية لعدم ارتياحي، ودائما ما أصلي الاستخارة قبل الانتساب، وسبب رفضي عامة بأنه قد يكون به اختلاط أو بسبب عدم الارتياح للدورة، وأشعر بأنني ملامة من قبل والدي ووالدتي بسبب عدم عملي، مع أن والدتي تشجعني على عدم العمل بسبب ما نرى ما يحدث في زمننا هذا من اختلاط وما إلى ذلك، فهل أخطأت في حق والدي من مساعدته في الأمور المالية؟ مع أننا بسطاء.

أنا قدر المستطاع أحاول ألا أرهق والدي بالمصاريف، خاصة بأنني أعتمد كليا إن تزوجت فسيصرف زوجي عليّ، لكن هناك من النساء من يقلن لي بأنني إذا تطلقت أو ترملت ماذا ستفعلين دون شهادة أو عمل؟ ويحرصن على أن أدرس أو أتوظف؛ لأن الرجل سيتحكم فيك أو لا تستطعين الاعتماد عليه، سواء حيا أو ميتا.

أفيدوني فأنا أحيانا أبقى متضايقة، مع أنني مرتاحة من وضعي، وأعرف أنني غير قادرة على مسؤولية العمل أو الدراسة والالتزام بالدورات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك ابنتي الكريمة، وردا على استشارتك أقول: إن مما عمت به البلوى التعليم المختلط في المدارس والجامعات في أغلب بلاد المسلمين، ولكن هذا لا يعني أن تترك المرأة المسلمة التعليم، فإن بعض التخصصات قد ترتقي إلى الوجوب العيني أو الكفائي.

لا بد أن تتوفر في الطالب الرغبة في الدراسة أولا، ثم في التخصص ثانيا حتى يبدع ويجتاز مراحل الدراسة ولا يخفق، وما يتحدث به الناس عن أمر مستقبل المرأة أمر بيد الله تعالى، وفيه سوء ظن بالله تعالى، فهو سبحانه المتكفل بأرزاق عباده، فالعمل بالأسباب لا ينافي التوكل على الله، ولذلك فأقترح عليك أن تتدارسي الأمر مع والديك، ومن ثم تقرري الدراسة من عدمها وتأخذين بخاطر والدك.

المهم في موضوع الدراسة -إضافة لما ذكرته لك سابقا- هو أن تكوني حازمة في موضوع التخاطب مع الرجال، واجعلي علاقاتك مع بنات جنسك، فالعمل الآمن للمرأة أن يكون في القطاع النسوي بعيدا عن الرجال، إذ أن تلك البيئة هي الأكثر أمنا على المرأة.

لا ينبغي لوالدك أن يفكر بهذه الطريقة، فأنت امرأة، ولو قدر أنك اشتغلت وساعدته بمصاريف البيت فترة، لكنك غدا -إن شاء الله تعالى- ستتزوجين وتنتقلين إلى بيت زوجك وقد يمنعك من العمل.

لا أدري ماذا ستفعلين إن دخلت الجامعة وتقدم لك زوج وطلب منك التوقف عن الدراسة، فهل ستتوقفين أم ستصرين أو يصر أهلك على إكمال الدراسة؟ لأن رد الخطاب الأكفاء ليس بصالحك.

تحيني الوقت والمكان المناسبين للحوار مع والديك وكوني حكيمة في طرح الموضوع، واستعيني بالله تعالى ولا تعجزي وتضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى أن يختار لك ما فيه الخير.

نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً