الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكنني القضاء على الوساوس بلا أدوية؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من وساوس العقيدة ووساوس الأستهزاء والطهارة، ونصحني الرقاة بعرض حالتي على طبيب نفسي، فهل هناك عقار يمكنني تناوله يخفف عني ويكون بدون آثار جانبية؟ وهل تعود الحالة بعد أن أوقف الدواء؟ وهل يمكنني التجاهل فقط وأتغلب على الوساوس بدون استخدام الأدوية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوسواس في مثل عمرك كثيرة، والوساوس ذات الطابع الديني موجودة، ونستطيع أن نقول أن الوساوس موجودة في جميع الثقافات وجميع الأجناس.

أيتها الفاضلة الكريمة: مقاومة الوسواس وتحقيره وعدم نقاشه وعدم اتباعه يُعتبر علاجًا أساسيًّا، وفي ذات الوقت قطعًا الدواء مطلوب، الدواء يُساعد كثيرًا في إزالة الوساوس، لكن الإنسان الذي لا يُدعم الدواء بمقاومة الوسواس وتحقير الوسواس وعدم اتباع الوسواس، قطعًا حين يتوقف عن الدواء سوف يعود له الوسواس، فأنا أنصحك أن تجمعي ما بين الآليات السلوكية - التي ذكرناها لك باختصار - والعلاج الدوائي في ذات الوقت.

وأهم شيء أن تتعلمي كيفية أن تصرفي انتباهك من الوسوسة، وذلك بأن تستفيدي من وقتك، لا تتركي مجالاً للفراغ الذهني أو الزمني، الحياة فيها أشياء كثيرة جدًّا يمكن أن يقوم بها الإنسان، استمتعي بحياتك بصورة إيجابية، احرصي على دراستك، احرصي على عباداتك، نامي نومًا ليليًّا مبكرًّا، مارسي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، تواصلي مع أسرتك بصورة فعّالة، مع صديقاتك، اجعلي لحياتك معنىً، هذا يزيح الوسواس من حياتك.

أرجعُ مرة أخرى للعلاج الدوائي وأقول لك: نعم ممتاز، وأنت محتاجة للدواء، ونسبةً للحاجة للمتابعة سيكون من الأفضل إذا ذهبت وقابلت طبيبًا نفسيًا كما ذكر لك أحد المشايخ، ومن الأدوية الممتازة جدًّا عقار (بروزاك) والذي يُسمَّى علميًا (فلوكستين)، دواء ممتاز، وفاعل، وسوف يفيدك كثيرًا.

إذا تعذّر عليك الذهاب إلى طبيب نفسي يمكنك أن تذهبي إلى طبيب عمومي أو طبيب الأسرة، وإذا تعذّر عليك ذلك ووافق أهلك على تناول الدواء، فيمكن أن تحصلي على الفلوكستين من الصيدلية، لأنه دواء لا يحتاج لوصفة طبية، حيث إنه سليم وفاعل، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، ولا يُسبِّب الإدمان، ولا يزيد الوزن.

الجرعة في حالتك هي أن تبدئي بعشرين مليجراما، تتناولينها يوميًا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم تجعلينها أربعين مليجرامًا - أي أربع كبسولات في اليوم - لمدة شهرين، ثم تخفضين الجرعة إلى كبسولة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.

وفي حالة عدم الاستجابة الكاملة والجيدة للدواء، هنا يجب أن تقابلي الطبيب، لأنه توجد آليات وفنّياتٍ أخرى متعلقة بتحسين مستوى أداء الأدوية وفعاليتها.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً