الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متوتر وخائف وشعور غير مستقر، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

قبل فترة أصابني ألم في صدري في الجهة اليسرى مستمر منذ سنوات، وقال لي الدكتور: من الممكن أن تكون مشكلة في القلب، فأصبت بصدمة، وعملت أيكو وتحليلا للدم، وتخطيطاً، كلها سليمة -ولله الحمد-.

قبل سنتين عملت تخطيطاً بالجهد وجهاز الهولتر لقياس النبض، وكلها سليمة أيضاً، مع أني أمشي يومياً ولا أحس بألم في صدري، إلا أن الشكوك تعاودني بعد كل ألم في صدري، مع أنه يوجد لدي ألم في الرقبة، والدكتور قال لي: إنها منها.

ذهبت لدكتور نفسي، وأعطاني (فافرين 50) مرة واحدة يوميا، (ومرزاجين) ربع حبة قبل النوم، (واتابينا) ربع حبة قبل النوم، واستخدمتها عدة أشهر وارتحت.

شعرت بألم وشد في رأسي ودوخة، وبدأت من نقطة الصفر، رجع القلق والتوتر والخوف من مرض عضال في رأسي، وذهبت إلى دكتور أنف وأذن واستبعد أن يكون من رأسي، وأعطاني بيتاسيرك وارتحت عليه، وذهبت الدوخة، ولكن يوجد شد في الرأس، وألم بسيط، ثم ذهبت إلى دكتور مخ وأعصاب، وفحصني في العيادة فحصاً سريرياً، ورفض أن يعمل لي الأشعة، وقال إن الموضوع بسيط، ولا يحتاج إلى الأشعة، فألم الرأس ليس شديدا ولكن الخوف هو ما يوترني، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت لم تذكر كم مضى من عمرك في الاستشارة، لكن أحسبُ أنك فوق العشرين عامًا على الأقل، وقطعًا ما ذكره لك الطبيب كان مؤلمًا، أن يقول لك (احتمال توجد مشكلة في القلب) هذا قطعًا منهج مُخيف - مع احترامي الشديد للطبيب - والحمدُ لله تعالى اتضح أن كل فحوصاتك سليمة.

أكبر سبب يُسبِّبُ آلام الصدر - خاصة في الجهة اليسرى - هو التوتر النفسي، القلق يتحول إلى توتر عضلي، وأكثر أجزاء الجسم تأثُّرًا بهذا التوتر النفسي ليتحول إلى توتر عضلي هو القفص الصدري خاصة في الجهة اليسرى، والناس تتخوف من أمراض القلب، لذا يحصل نوع من التطابق الذهني والجسدي ليظهر القلق في شكل ألم عضلي في الجهة اليسرى.

الحمدُ لله تعالى ليس لديك مرض في القلب، أنا أعتقد أنه لديك قلق نفسي أدَّى إلى ما نسمِّيه بأعراض النفسوجسدية، أعراضك هذه كلها قلقية أيها الفاضل الكريم.

نصيحتي لك هي: أن تنام النوم الليلي المبكر، هذا مهمٌّ جدًّا، النوم الليلي المبكر يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الجسد والدماغ، ويستيقظ الإنسان مبكرًا، وبعد صلاة الفجر يبدأ القيام بأنشطته اليومية. البكور فيه بركة كبيرة وكثيرة، وتُفرز فيه المواد الإيجابية الكيميائية الدماغية التي تُحسِّن من دافعية الإنسان، وتُحسِّنُ مزاجه، وتزيل القلق والتوترات، وعليك - أخي الكريم - بممارسة الرياضة، رياضة المشي يجب أن تستمر عليها، فهي مفيدة جدًّا.

حُسن تنظيم الوقت مهمٌّ. تجنب النوم النهاري مهمٌّ، وان تصرف انتباهك عن كل هذه الأعراض من خلال التواصل الاجتماعي، الحرص على الصلاة في وقتها، الاطلاع، القراءة، إجادة العمل - أخي الكريم - وأنت رجلٌ الحمدُ لله متزوج ولديك أسرة، هنالك أشياء جميلة كثيرة في حياتك.

إذًا أنقل نفسك هذه النقلات النفسية والاجتماعية، هذا علاج وعلاج مهمٌّ جدًّا، وأعتقد بالنسبة للدواء: تحتاج لدواء بسيط جدًّا مثل الدوجماتيل والذي يُسمى علميًا (سلبرايد)، دواء جيد، وسليم، ولا تحتاجه بجرعة كبيرة، ولا يحتاج لوصفة طبية، وهو زهيد الثمن أيضًا.

الدوجماتيل تستعمله بجرعة كبسولة واحدة (خمسون مليجرامًا) ليلاً لمدة أسبوع، ثم تجعلها كبسولة صباحًا وكبسولة مساءً - أي مائة مليجرام - يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناوله.

أخي الكريم: الحرص على أذكار الصباح والمساء يبعث طمأنينة عظيمة في نفس الإنسان، خاصة التخوف من الأمراض ومن الإصابات والأشياء التي كثرتْ في هذا الزمان، أسأل الله - أخي الكريم - أن يحفظك وأن يحفظنا جميعًا، ونسأله تعالى العفو والعافية والمعافاة التامّة في الدين والدنيا والآخرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً