الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ساعدوني للتخلص من الاكتئاب

السؤال

السلام عليكم.

أنا موظف عمري 34 سنة، متزوج ولدي أطفال، أعاني من الاكتئاب، وقد كان يصاحبه إحساس مزعج بنبضات القلب وضيق التنفس، وضعف العزيمة والدافعية، وزرت الاستشاري النفساني منذ أكثر من عشر سنوات، وأفادني أني أعاني من الاكتئاب والقلق، ووصف لي دواء ايفكسور، وقد انتظمت عليه لأكثر من عام، وتخلصت من إحساس النبضات المزعج، وتخلصت من ضيق التنفس، وتخلصت من كثرة الإصابة بالأمراض، ولكن ظلت عندي مشكلة ضعف العزيمة وضعف الجسم، أتخلص منها في بداية تناول الدواء، وبعد الاستمرار في تناول الدواء تعود لي نفس المشكلة.

بعد مدة قطعت الدواء وأخذت دواء الانافرانيل 75 ملغ، واستفدت منه في ضعف الجسم وضعف العزيمة، ولكن بعد أشهر من المداومة عليه أرجع لسابق عهدي، لا أحب الجلوس مع الناس، ولا أحب الحياة، وعزيمتي ضعيفة، وأجد ضعفا في جسمي.

أريد أن تنصحوني بدواء يدعم التحسن ويجعله دائما، وليس خلال فترة بداية تناول الدواء فقط، وأود أن أحصل منكم على النصيحة لأخذ دواء للتخلص من جفاف الفم ومتلازمة الساق الغير مستقرة (تنميل القدم) الذين يصيباني بسبب تناول الدواء النفسي، ويستمران معي طول شهور تناول الدواء؛ مما يسبب لي عدم القدرة على النوم طوال ساعات الليل بسبب تنميل القدمين.

علما أنني عملت فحوص الغدة الدرقية وكانت سليمة، وفحص سلامة الأعصاب لدى استشاري الأعصاب، وفحوصات تخطيط القلب، وتبين أن كل الفحوصات سليمة -ولله الحمد-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نبدأ من آخر استشارتك ونقول: جفاف الفم ناتج عن دواء الأنفرانيل الذي تأخذه للاكتئاب، فهو يُسبِّب جفاف الفم، وليس هناك حل سوى تخفيف جرعة الأنفرانيل التي تتعاطاها، أو شُرب ماء بكثرة للتخلص من جفاف الفم.

أما بخصوص متلازمة الساقين الغير مستقرة فهي عادة تنتج من الأدوية المضادة للذهان، ولم تذكر أي دواء استعملته مضادا للذهان، ولا أدري هل نسيتَ أن تذكره أم لا، لكن الأنفرانيل عادةً لا يؤدي إلى مثل هذه الآثار الجانبية. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: بخصوص التحسُّن في الأشياء الجسدية والأشياء النفسية بعد زوال أعراض الاكتئاب، هذا قد يتطلب علاجًا نفسيًا مع العلاج الدوائي، قد لا تفعل أدوية الاكتئاب في علاج كل الأشياء لوحدها، هي تُساعد في كثير من أعراض الاكتئاب النفسي، لكن في كثير من الأحيان يحتاج الإنسان إلى علاج سلوكي معرفي للتخلص من بعض أعراض الاكتئاب التي خاصة تُصاحب الأداء، أدوية الاكتئاب النفسي فعّالة في إزالة أعراض الاكتئاب النفسي، ولكنّها ليست بنفس الفعالية في تحسين أداء الشخص، وهذا يتطلب علاجًا نفسيًا، خاصة علاجًا سلوكيًّا معرفيًّا، وقد يكون هذا ما تحتاجه أنت - أخي الكريم - مع علاج أدوية الاكتئاب، لأنك جرَّبتَ معظم أدوية الاكتئاب وحصل معك نفس هذا الشيء.

فإذًا الآن مطلوب إضافة علاج نفسي سلوكي معرفي لدواء الاكتئاب الذي ساعدك كثيرًا، وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً