الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أخي يعاني من مرض نفسي أم الجنون؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخي يعاني من مرض نفسي، ودائما يتحدث مع نفسه، وعمره 24 عاما، ويتلفظ بألفاظ خادشة للحياء، وبعد مراجعة الطبيب النفسي تم تشخيص حالته بأنها فصام، ومع الاستعانة بالرقاة الشرعيين، ولكن لم يكن هناك أي استجابة، وهو دائما يعاني من الأرق، ويتحدث مع نفسه بشكل كبير، فهل هذا مرض نفسي، أم جنون، أو أنه مَس من الشيطان؟ وهل هناك علاج؟ وهل هناك طرق لتقوية الإرادة عند المريض النفسي؟ وكيف نفرق بين المجنون والمريض النفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: نحن لا نستعمل مصطلح الجنون على الإطلاق، والمرض النفسي ينقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية: الاضطرابات الذهانية، واضطرابات المزاج، واضطرابات القلق، ولعلَّ أخاك يقع في دائرة الاضطرابات الذهانية، مرض الفصام هو من أمراض الاضطرابات الذهانية، وهو مرض عقلي، ويُعنى به أن الشخص يُصاب باضطراب في التفكير، ولذلك يعيش في عالمه الخاص، ويكون مفصولاً عن العالَم الذي حوله، ويكونُ هناك سياج بينه وبين العالَم من حوله، وتتميَّز أعراضه الرئيسية بالضلالات الفكرية والاعتقادات الخاطئة التي يتمسّك بها المريض، واختلال التفكير، والهلاوس السمعية.

ومرض الفصام -أخي الكريم- هو مرض ناتج عن اختلالات معينة في مخ الإنسان وعلاجه بالأدوية، ليس له علاج إلَّا بالأدوية المضادة للذهان، يمكن أن تكون هناك ترتيبات نفسية واجتماعية للمساعدة، ولكن العلاج الرئيسي لمرض الفصام هو مضادات الذهان والتي يجب أن تُستعمل لفترة طويلة من الوقت، قد تمتدَّ إلى عدة سنوات، وأحيانًا إلى بقية العمر، وكلما بدأ العلاج مبكرًا في مرض الفصام كلما كانت النتيجة أفضل، فيجب ألَّا تضيعوا الوقت في أي علاجات أخرى، ابدأوا بالعلاجات الذهانية، وليكن هناك تواصل مستمر مع الطبيب النفسي لتغيير الجرعة حسب الاستجابة لها أو حسب وجود آثار جانبية.

وفقكم الله وسدد خطاكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً