الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي وساوس في كثير من الأمراض.. أرشدوني.

السؤال

السلام عليكم.

عمري 27 سنة، وسؤالي: هو أنه قبل سنة ونصف تقريبا بدأت مع المرض، يأتيني صداع نصفي، وبعده يكون في كامل الرأس، استمر معي أربعة أشهر، وبعدها يأتيني في رقبتي ألم، وعندما أقود السيارة أشعر كأني لست موجودا في الدنيا، أذهب ولا أعلم أين أذهب، والصداع يمتد لجميع الرأس، وذهبت إلى الهند، وعملت فحصا شاملا وأشعة رنين في الرأس، وكل شيء -الحمد لله- سليم، وبعدها اختفى المرض شهرا، ورجع مرة ثانية.

أصبحت أوسوس أكثر، وأصبح الصداع يذهب ويرجع قرابة نصف سنة، وبعد ذلك وسوست أن في الضغط، وكل ما أفحص 130، وبعد ذلك وسوست بمرض السكر، وفحصت مرتين فكنت سليما –الحمد لله- وبعد ذلك أحسست بألم الصدر، وضيق تنفس، وذهبت إلى الطبيب، وعملت تخطيط قلب ثلاث مرات كل شيء سليم، وبعد ذلك يذهب ويعود ووسوست أن فيّ القولون، وأحسست بألم في للبطن قرابة شهرين، والآن فيّ ألم في فتحة الشرج، وكلما أذهب إلى الحمام لا يخرج شيء إلا قليلا، ووسوست بذلك المرض، وأنا الآن منذ قرابة سنة ونصف على هذه الحال، يذهب ألم ويأتيني ألم في مكان ثان.

علما بأني كثير الوسواس، وأفتح وأقرأ عن الأمراض كثيرا، وتأتيني الأعراض بمجرد أن أقرأها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه هو أعراض قلق وتوتر، وهذه أعراض جسدية، أو بدنية للقلق والتوتر التي كانت في بداية الأمر، من صداع نصفي وآلام في الرقبة، والشعور بأنك غير موجود، كل هذه أعراض نفسية يا أخي الكريم، أو كل هذه أعراض قلق نفسي يا أخي الكريم، ولذلك الفحوصات ظهرت لك سليمة؛ لأن الأمراض النفسية لا تظهر بالفحص، الفحص يظهر الأمراض العضوية، ثم تحولت إلى خوف من المرض، وهذا أيضاً من أعراض القلق والتوتر، والخوف يتحول من شيء إلى شيء آخر، كما حصل معك من خوف مرض السكر إلى القلب إلى القولون، ثم الآن إلى ألم فتحة الشرج.

العلاج في الأول -يا أخي الكريم- أن تتوقف عن قراءتك لهذه الأمراض، أو عن الأسئلة عن هذه الأمراض، كل ما تفعله القراءة أو الأسئلة المتكررة هي تدعيم الإحساس عندك بالخوف من المرض، فعليك إذاً بالتوقف، سوف يحصل نوع من القلق والتوتر في البداية، ولكن هذا مقدور عليه من خلال أدوية القلق والتوتر.

إذاً تحتاج إلى زيارة طبيب نفسي لكتابة دواء يساعدك في القلق والتوتر، وقد يكون دواء دلوكستين هو أفضل ما يناسبك، دلوكستين مفيد جداً للقلق الذي يكون مصحوبا بأعراض بدنية كثيرة، ويأتي في شكل 30 مليجراما كبسولات تأخذها يومياً، وعليك بالصبر قليلا حتى تذهب هذه الأعراض، ثم بعد ذلك عليك الانتظار في العلاج لفترة لا تقل عن 6 أشهر، ثم التوقف عنه..

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً