الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الاكتئاب والحزن والخوف من المجهول والإحساس بالفراغ، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا صاحبة الاستشارة: 2364818، أولا أقول لكم شكرا على إجابتكم ونصيحتكم، الآن و بعد أن عملت بما نصحتموني خفت علي الحالة من نوبات الهلع وخفقان القلب، ولكن المشكلة هي أنني أصبحت أعاني من اكتئاب وحزن شديدين، وخوف من المجهول، والإحساس بفراغ داخلي، ففي أي مرحلة أنا الآن؟ وما هو الحل؟

كما أنه لدي استفسار عن سبب سيطرة بعض الكلمات علينا في عقولنا بالرغم من كرهنا الشديد لها، وكأنها تفرض نفسها علينا لننطق بها، فكيف يمكنني التخلص منها ومحوها من عقلي؟ فهي تخيفني وتشعرني بالإحباط، كما أنني قد أسمع صوتا بداخلي يتحدث بصفتي، فهل هذا كله من الوسواس؟ وكيف أتخلص منه؟

أداوم على برنامج الرقية الشرعية، وقال لي الراقي أن بي مسا، فهل هناك علاقة بينهما؟ حيث أصبحت في هذه الآونة أشعر باضطراب شديد، وكذلك توتر كبير وكأن شيئا ما يحركني رغما عني، لقد كنت فتاة طموحة جدا ومتفائلة، وأما الآن فقدت ذلك، أنا لي هدف أسعى إلى تحقيقه ولكن بسبب ما يحدث معي الآن أخشى أن أضيعه، مع أنه لم يبق الكثير على امتحانات الشهادة.

فأرجو إجابتكم سريعا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Emmy حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، يعرف أن نوبات الهلع والهرع والمخاوف والوساوس وحتى الاكتئاب والقلق التوقعي والخوف من المجهول كلها تأتي تحت ما يسمى بالاضطرابات الوجدانية فهي في بوتقة واحدة، ويعرف أيضاً أن بعض الناس حين تختفي جزئيات من هذا المكون الوجداني تظهر جزئيات أخرى على السطح، وأعتقد أن هذا هو الذي حدث لك الآن خف الهلع والهرع وبدأ العسر المزاجي والقلق التوقعي وهذه الطبقة الثانية من الأعراض إن شاء الله تعالى سوف تنتهي أيضاً.

بشارة كبيرة أن الهلع بدأ في الانقشاع والزوال والبقية سوف تأتي إن شاء الله تعالى، واصلي برامجك التفاؤلية والتفكير الإيجابي وحسن إدارة الوقت، وتجنب الفراغ الزمني والذهني، وممارسة شيء من الرياضة والتمارين الاسترخائية، هذا من وجهة نظري سوف يساعدك كثيراً، موضوع الصوت الذي تسمعينه بداخلك هو حديث النفس، وحديث النفس دائماً مرتبط بالقلق وسوف يزول إن شاء الله تعالى، موضوع المس -أيتها الفاضلة الكريمة- نحن نؤمن بوجود المس ولا شك في ذلك، وما دمت قد قمت بالرقية الشرعية ومحافظة على صلواتك وأذكارك فإن شاء الله تعالى هذا المس قد زال وأنت في حفظ الله تعالى، لا تشغلي نفسك بأي نوع من الأوهام في هذا السياق، فالإنسان مكرم وهو أقوى من كل قوة أخرى، فأرجو أن تطمئني.

إذا ظلت الأعراض تزعجك أقول من الآن وإلى مدة أسبوعين فهنا يجب أن تذهبي وتقابلي طبيبا نفسيا ليكتب لك أحد الأدوية التي تعطى للوساوس والمخاوف، عقار مثل سيرترالين والذي يعرف باسم زوالفت سيكون رائعا جداً، وسوف يقضي تماماً على كل هذه الأعراض، لكن لا أريدك أبداً أن تستعملي دواء بنفسك يجب أن يكون من خلال الطبيب، لأن عمرك أقل من 20 عاماً، ونحن لا نفضل أبداً أن نصف دواء لمن هم دون هذا العمر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً