الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد علاجا يخلصني من الخوف والقلق والوسواس، ولا يؤثر على جسمي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دكتور جزاك الله خيرا.

مشكلتي أني في الصغر تعرضت إلى تخويف واستهزاء، مما أدى إلى مشاكل نفسية، ولكن منذ 4 سنوات زاد الأمر سوء، أنا حاليا أعاني من اضطرابات نفسية كثيرة، من الرهاب الاجتماعي الذي جعلني أنعزل عن الناس وعن الحفلات والاجتماعات، والخجل سيطر علي حتى في لبسي، فلا ألبس جيدا.

وأعاني من الخوف والقلق والتوتر، وأعاني من وسواس متوسط، وأفكار سلبية أثرت علي، وأخاف من القيادة خوفا شديدا، أتعرق وتزداد نبضات قلبي عندما أركب السيارة وأبدأ القيادة.

ساعدني جزاك الله خيرا، حاولت كثيرا أن أتخطاها ولكن لا فائدة، أريد دواء يساعدني على التغلب على الرهاب الاجتماعي والخجل والخوف والوسواس، وتأثيره خفيف على الجسم، بارك الله فيك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل الذين تعرضوا لتجارب سلبية كالتخويف في فترة الصغر ربما ينعكس عليهم هذا سلباً بعد مرحلة البلوغ، ويظهر في شكل خوف أو رهاب اجتماعي، أو شيء من قلق المخاوف أو الوسوسة، لكن يمكن أن يعالج -أخي الكريم- بأن تتجاهل هذا الاضطراب تماماً، بأن تسعى أن تكون شخصاً مقداماً وتصر على المشاركات الاجتماعية، هذه مهمة جداً -أخي الكريم-، الالتزام بالواجبات الاجتماعية أمر عظيم، و-إن شاء الله تعالى- فيه خيري الدنيا والآخرة، وهكذا يجب أن ينظر إليه الإنسان وينفذه، مثلاً زيارة المريض في المستشفى أجرها عظيم، وتعطي الإنسان حقيقة مردودا إيجابيا كبيرا، أن تلبي دعوة عرس مثلاً، عزومة، أن تمشي في جنازة، أن تقدم واجب عزاء، أن تزور أحد أرحامك، وفوق ذلك -أخي الكريم- الصلاة مع الجماعة في المسجد وفي الصف الأول، أجرها عظيم وهي تؤدي إلى تأهيل اجتماعي كبير جداً.

ممارسة الرياضة مع مجموعة من الإخوة كرياضة المشي أو الجري أو حتى لعب كرة القدم هذه كلها علاجات، فأنأ أريدك أن تحرص عليها، و-إن شاء الله تعالى- سوف تساعدك كثيراً.

وأبشرك أخي الكريم: أن الدواء أيضاً يساعد كثيراً، وهنالك أدوية سليمة ومن أفضلها عقار سيرترالين والذي يسمى زوالفت، لكن لا بد أن تدعم العلاج الدوائي بالعلاج السلوكي على الأسس التي ذكرتها لك، والسبب في ذلك أن الدواء بالفعل يؤدي إلى تحسن رائع، لكن بعد التوقف عنه الذي لا يلتزم بالتطبع السلوكي التأهيلي قطعاً سوف ينتكس بعد التوقف عن الدواء.

السيرترالين تبدأه بجرعة نصف حبة 25 مليجراما ليلاً تناولها لمدة أسبوع، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين ليلاً لمدة شهرين، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناوله.

دواء سليم ورائع وغير إدماني، ربما يفتح شهيتك قليلاً نحو الطعام، فأرجو التحوط إذا كان وزنك زائدا، وبالنسبة للمتزوجين أيضاً ربما يؤدي إلى تأخر قليل في القذف المنوي، لكنه لا يؤثر على الصحة الذكورية أو الإنجابية عند الرجل.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً