الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوساوس القهرية من الأمراض المزمنة خاصة السرطان والموت!

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 22 عاما، أعاني من الوساوس القهرية من الأمراض المزمنة خاصة السرطان والموت، أصبحت كلما تكلم أحد عن هذا المرض أشعر بانقباض أو عندما أشاهده في التلفاز.

جاء خوفي هذا بعد وفاة أحد أقربائي بهذا المرض منذ 3 سنوات، وكل عام تزداد حالاتي سوءا، أصبحت كلما أقرأ عن مسببات هذا المرض أمنعها من نظامي الغذائي بتاتا، فقد منعت السكر نهائيا بالرغم من حبي للحلويات كثيرا.

أصبحت أمارس الرياضة لأمنع المرض، علما بأني أعاني من القلق والخوف والذي بدأ منذ 8 سنوات تقريبا، وكان يقتصر على فترة الامتحانات حيث كان يؤثر على معدتي، فأتقيأ حتى ميعاد الامتحان، ومنذ عامين بحثت عن علاج ووجدت دواء اسمه ريميرون ساعدني كثيرا كنت آخذه عندما أشعر بالأعراض فقط قبل الامتحان، ولا آخذه بعد ذلك، فهل ذلك خطر؟

مع العلم إن والدتي تعاني أيضا من الوسواس القهري، ولكن لم يأتها في سن صغير، وتأخذ دوجماتيل، وعندما آخذه قبل الامتحان لا يفعل أي شيء، ومنذ تقريبا أسبوع قالت أختي إن لديها التهابا في الحلق، وفي اليوم الذي يليه يصبح عندي التهاب حلق، ثم جاءها بعد عدة أيام رشح ثانوي يومها أصبح لدي رشح، وكنت في الجيم، فأصيبت فتاة بشد عضلي ثم بعد 5 دقائق جاءني شد عضلي بالرغم من أني لم أعاني منه منذ عدة سنوات.

وعندي التهاب في الجيوب الأنفية وحساسية منذ أكثر من 4 شهور، كلما ذهب عرض يأتي غيره، فهل تؤثر الحالة النفسية في شفائه؟

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hadir حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، العلة التي تعانين منها معروفة هي قلق المخاوف من الأمراض، وهي ظاهرة منتشرة جداً في هذا الزمان، حيث إن الأمراض قد كثرت وموت الفجأة أيضاً، وربما يكون أيضاً هنالك نوع من الضعف الإيماني لدى بعض الناس.

أيتها الفاضلة الكريمة من الجميل جداً أن تعيشي حياة صحية، أن يكون غذاؤك غذاءً مرتباً أن لا تكثري من تناول الحلويات، وأن تمارسي الرياضة هذا كله أمر طيب، وهو يحتاجه الإنسان ليس لمنع السرطان فقط إنما ليعيش حياة صحية طيبة، فأنا أنصحك تماماً بأن تسيري على هذا المنهج، أضيفي إليه أن تحرصي على النوم الليلي المبكر، وأن تنظمي وقتك، وأن تجتهدي في دراستك.

وبالنسبة لهذه المخاوف المرضية يجب أن تحقريها تماماً، واعرفي أن الصلاة في وقتها تبعث الطمأنينة في قلب الإنسان، وكذلك الأذكار خاصة أذكار الصباح والمساء، وهنالك أذكار مخصوصة إذا التزم بها الإنسان -إن شاء الله تعالى- تجعله يطمئن حيال صحته، ولا يتخوف من الأمراض خوفاً مرضياً، فالتزمي بذلك.

واشغلي نفسك من خلال أن تحسني إدارة وقتك كما ذكرت لك، أن تكون لك مهام في الحياة، أن تكونين نافعة لنفسك ولغيرك، أن تكون لك أهداف هذا يصرف الانتباه تماماً عن هذا النوع من المخاوف، الريمانون الذي تناولتيه هو دواء يحسن المزاج، ويحسن النوم، ويزيل القلق، الطريقة التي تناولتيها بها ليست الطريقة الصحيحة، لكن -إن شاء الله تعالى- ليست هنالك خطورة.

الدوجماتيل دواء يعالج القلق والأعراض الجسدية، لكنه دواء بطيء بعض الشيء، وأنا لا أنصح به بالنسبة للبنات؛ لأنه قد يرفع من هرمون الحليب، وهذا يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، بجانب ما ذكرته لك سوف يفيدك عقار يعرف باسم سيرترالين، دواء ممتاز جداً، ويسمى تجارياً لسترال، وفي مصر يوجد منتج يسمى مودابكس أيضاً منتج ممتاز، هذا دواء يساعد في علاج القلق والمخاوف المرضية، خاصة أن لديك ما نسميه بالتماهي أو التوقع المرضي، إذا حدث شيء لمن تعرفين تعتقدي أن ذلك سوف يحدث لك، أو قد تأتيك أعراض مشابهة لما أصاب ذاك الشخص، ومن ثم يبدأ عندك هذا النمط الوسواسي من التفكير.

إذاً اللسترال دواء ممتاز وأنت تحتاجين له بجرعة صغيرة جداً، ابدئي بنصف حبة 25 مليجرام ليلاً لمدة أسبوع، ثم اجعليها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً