الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لي شاب ليس من منطقتنا، يصلي ولكنه ليس كامل الالتزام.. هل أوافق عليه؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 22 سنة، تخرجت هذه السنة، وكنت أريد الزواج، ولكن عندما كنت صغيرة احترق %80 من ظهري فقط، وأجريت عمليات تجميلية عديدة، وكنت أريد إجراء آخر عملية في هذه السنة؛ لكي لا يبقى أي أثر للحروق، ولكن تدهورت أحوالنا المادية، ولا أستطيع إجراءها هذه السنة.

تقدم لي الكثير للزواج؛ لأنني ملتزمة بالدين واللباس الشرعي وحافظة للقرآن الكريم، وكل الفروض والسنن -والحمد لله- وذات جمال خاص، وقلت سأصبر على ابتلاء الله هذه السنة أيضا، ورفضت كل العروض.

منذ ثلاث سنوات تقدم لي شاب رآني في الجامعة ورفضته بدون أن أراه؛ لأنني كنت أريد إكمال دراستي، وأبي لم يوافق؛ لأنه كان من بلدة تبعد عنا ساعتين، بعد تخرجي مباشرة تقدم لي مرة أخرى، ورفضت لأنني ما زلت أتناول دواء الصرع وقد تحسنت، ولكن بقيت سنة من العلاجات.

بعد ذلك بستة أشهر تقدم مرة أخرى، يقولون إنه ملتزم بالفروض، وصاحب خلق، ولكن ليس كما أريد تماما، (فأنا أريد ملتزما بالفروض والسنن)، يقولون لي ما دام أنه انتظر كل هذا الوقت سيقبل بكل عيوبك، ولا أدرى هل أوافق وأعطيه فرصة لكي يتكلم مع والدي أو أنتظر هذه السنة حتى أنتهي من علاجاتي وأجري جراحتي وأنتظر شخصا آخر؟

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Zhila حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المعيار الشرعي في قبول الزوج هو الدين والخلق، فإذا كان المتقدم لك صاحب دين وخلق، وتأكد أهلك من ذلك من خلال جيرانه أو زملائه أو أقاربه، فيمكن القبول به، حتى ولو كان لديه تقصير في السنن، -فإن شاء الله- ستؤثرين عليه مستقبلا، ويزداد طاعة واستقامة.

كما يمكنك إبلاغه بما تعانين منه، حتى يكون على علم بحالك، فإن وافق على ذلك، فالحمد لله وإن رفض فاستكملي علاجك واصبري حتى يأتي نصيبك القادم، فالزواج قدر ونصيب، يأتي بوقته الذي أراده الله، وإنما علينا الأخذ بالسبب فقط.

فلا تيأسي ولا تقنطي وأحسني الظن بالله، وأكثري من الدعاء لله أن ييسر لك الرجل الصالح، ولن يخيب الله ظنك فيه.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً