الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرة الضغوط أثرت على حياتي ودمرت نفسيتي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بداية: أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجزيكم خير الجزاء على كل ما تقدمونه من مساعدة وعلم، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم.

سؤالي إلى الدكتور الفاضل/ محمد عبد العليم: عمري 38 عاما، وطولي 176 ووزني 68، متزوج ومدخن، ومنذ أن تزوجت ازدادت المسؤولية، فأصبحت أتعرض لضغوط كبيرة تفوق قدرتي على التحمل، حتى أصبحت أعاني من القولون الذي دمر حياتي وقلبها رأسا على عقب، ومنذ ذلك الوقت أصبحت موسوسا من أي عرض أو تعب يصيبني، فمثلاً كلما أحسست بنغزات في الصدر أذهب إلى طبيب القلب لأطمئن، وتأتيني فترات أشعر بالدوخة والضعف، وتغير قياسات الضغط، فمرة أجده عالياً 140 /90 أو 95 ومرة تكون طبيعية، وأخرى 100/70 – 65 وآخر مرة قمت بعمل صورة دم كانت الأنيميا 11 لا تزيد ولا تنقص.

منذ 10 أيام تحديدا كنت في ظروف سيئة، وفي يوم شعرت بدوخة وخفة في رأسي وعدم القدرة على المشي، فقمت بالذهاب إلى المستشفى وكان ضغطي 90/50 فنصحني الطبيب بتعليق محاليل فرفضت وقمت بشرب عصائر حتى أستطيع العودة إلى البيت، في اليوم الثاني بدأت أشعر بصداع أعلى الرأس، مع ثقل، وكلما حركته أشعر كان شيئاً يهتز بداخله، يصاحبه دوخة وزغللة في العين، وتخدير في القدمين أو صعوبة بالمشي، لا أعرف كيف أصف لكم تلك الأعراض، ولكن أثرت علي في عملي وفي بيتي ودمرت نفسيتي، وكنت أتابع الضغط ولكن القياسات كانت طبيعية 125/75.

قمت بتناول الدوجماتيل 50 مرة واحدة ليلا، كي أخفف عني قليلا، أنا حزين على ما وصلت إليه صحتي، لدرجة أني كلما أتذكر كيف عدت للوراء وكيف كنت وحالي الآن، تدمع عيني ولكن أقول: الحمد لله على كل حال.

أرجو أن أجد الجواب الشافي، وآسف للإطالة، ولكني في حالة سيئة، ولك خالص الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء.

هذه الأعراض النفسوجسدية تكثر وتظهر على السطح أكثر عندما يكون الإنسان متعرضا لبعض الضغوط النفسية والاجتماعية.

أيها الفاضل الكريم: يجب أن تنظر للزواج نظرة إيجابية، والمسؤولية -إن شاء الله- أنت لها، والزواج فيه المؤانسة، فيه التعاضد، فيه المودة، فيه الرحمة، فيه السكينة فلا تنسَ هذه الجوانب الإيجابية حين تأتيك خاطرة أو فكرة سلبية حول الزواج، أو أنك لا تستطيع أن تتحمل مسؤولياته.

أخي الكريم: حسن إدارة الوقت دائماً تعطي الإنسان القدرة على إنجاز الكثير والكثير، فحاول أن تكون محسناً لإدارة وقتك وتستفيد منه بالصورة المطلوبة.

أعراضك واضحة أنها نفسوجسدية، وإن كنت أرى أن أعراض الصداع التي أتتك والتي صاحبتها الدوخة والزغللة في العين ربما يكون ناتجة من الانخفاض الوقتي واللحظي لضغط الدم؛ لأن انخفاض الضغط أيضاً يسبب الصداع، كما أن الارتفاع الشديد يسبب الصداع، لكن بعد ذلك -الحمد لله تعالى- اتضح أن ضغط الدم ممتاز، فلا تكثر أبداً من التردد على الأطباء.

أنا أرى أن تناول الدوجماتيل بصورة منتظمة سوف يفيدك، هو دواء بسيط جداً ولا أعتقد أنه سوف يؤثر على علاقتك الجنسية مع زوجتك، نعم هو قد يرفع هرمون الحليب لكن بالجرعات الصغيرة، هذا ليس له تأثير أبداً، فابدأ في تناوله بجرعة 50 مليجرام يومياً لمدة أسبوع ثم اجعلها 50 مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر، ثم 50مليجرام يومياً لمدة شهر آخر ثم توقف عن تناول الدواء.

قطعاً يا أخي الكريم أن تعيش حياة صحية مرتبة، هذا سوف يغنيك من التردد على الأطباء، أقصد بالحياة الصحية أن تنام النوم الليلي المبكر، أن تمارس رياضة حتى وإن كان لأوقات قصيرة، أن تهتم بطعامك.

موضوع مستوى الدم لديك 11 هذا يحتاج لتصحيح، ربما يكون لديك نقص في الحديد، فراجع الطبيب بهذا الخصوص، وإن كانت هنالك حاجة لمركب الحديد سوف يصفه لك، وقطعاً تنظيم الغذاء سيكون عاملاً كبيراً في استقرارك.

أخي الكريم: حتم على نفسك أن لا تتردد على الأطباء، ولكن قم بفحوصات دورية مرة كل ثلاثة أشهر، اذهب إلى طبيب تثق به، ولا توسوس حول مقاس ضغط الدم أو هذه الأجهزة التي تستعمل في البيوت، بالرغم من أنها مفيدة لكثير من الناس، لكن أيضاً قد تؤدي إلى وسوسة ومخاوف مرضية.

أخي الكريم: كن مطمئن القلب من خلال الحفاظ على الصلاة في وقتها، والدعاء والذكر، هذا يعطيك -إن شاء الله تعالى- دفعة من الطمأنينة التي نسأل الله تعالى أن يهبها لنا جميعاً.

حالتك بسيطة وانظر إلى الجوانب الإيجابية في حياتك، وعش سعيداً مع زوجتك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً