الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تطبيق العلاج السلوكي ضروري لمعالجة الأمراض النفسية بجانب الأدوية؟

السؤال

السلام عليكم.

د. محمد عبد العليم: بارك الله فيك وفي هذا الموقع النافع، وجعله الله في ميزان حسناتكم ..آمين.

أما بعد، فلدي سؤالان:

السؤال الأول: هل تناول الأدوية النفسية مثل بروزاك أو زيروكسات أو فافرين بدون تطبيق العلاج السلوكي يحدث تغييرا أو تحسنا أم لا؟ وماذا يحدث في هذه الحالة؟

السؤال الثاني: أنا لا أحب الاختلاط بالناس، وأرتاح أكثر في العزلة، ولكن ليس لدي أي رهبة من الناس عند مقابلتهم، مجرد عدم ارتياح، فهل هذا مرض نفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وجزاك الله خيرًا على كلماتك الطيبة في حق هذا الموقع.

أخي الكريم: العلاج النفسي له أربع مسارات في معظم الحالات النفسية، والمسار الأول هو العلاج الدوائي، والثاني: العلاج السلوكي، والثالث: العلاج الاجتماعي، والرابع: العلاج الإسلامي، هذه الأربع مسارات أو العلاجات الأربعة إذا طبّقها الإنسان وحقَّقها بصورة منضبطة يكونُ مآل المرض النفسي الشفاء والتعافي -إن شاء الله تعالى-.

يوجد تفاوت في حاجة الناس لكل مسارٍ من هذه المسارات، مثلاً: الاكتئاب المطبق الشديد أو مرض الفصام هذا يحتاج للعلاج الدوائي أكثر مثلاً من العلاج السلوكي. والوسواس القهري مثلاً أو المخاوف تحتاج لعلاج سلوكي أكثر من العلاج الدوائي، وهكذا.

إذًا العلاج الدوائي يُفيد في كثير من الحالات، لكن قطعًا يكونُ أفضل إفادة حين نستصحب معه العلاج السلوكي والعلاج الاجتماعي، وقطعًا العلاج الإسلامي، نحتاج له في جميع مراحل حياتنا.

والعلاج السلوكي - أخي الكريم - هذه الكلمة يتخوّف منها بعض الناس، ويعتقدون أنها نوع من الطلاسم أو الألغاز التي لا يعرفها إلَّا المختصين، لا، العلاج السلوكي بسيطً جدًّا، مثلاً: إنسان أفكاره سلبية حول نفسه، كل الذي يحتاجه هو أن يسعى لتحقير هذا الفكر السلبي وبناء فكر إيجابي، هذا علاج سلوكي.

بالنسبة لسؤالك الثاني أنك لا تحب الاختلاط بالناس وترتاح أكثر للعزلة: أخي: نعم أنت ليس لديك رهاب اجتماعي، وليس لديك خوف اجتماعي، لكن الذي يظهر لي أن شخصيتك أصلاً ربما تحمل جوانب الانطوائية، فبعض الناس يكونون على هذ النمط، إلَّا أن هذا مع الوقت لن يكون أمرًا طبيعيًا، لأن الإنسان أصلاً اجتماعي ولا يحب الوحدة، ولذلك أوجد الله لآدم عليه السلام زوجًا وذُريَّة، وجُعلنا شعوبًا وقبائل لنتعارف، فالانسحاب الاجتماعي - أخي الكريم - ليس أمرًا جيدًا، فاسعَ أن تُعالج هذه المشكلة بأن تقوم بواجباتك الاجتماعية، مجرد الالتزام بالواجبات الاجتماعية: من تواصل مع الأهل، مع الأرحام، حضور المناسبات، تقديم واجب العزاء مثلاً، المشاركة في الأفراح، زيارة المرضى، التواصل مع الجيران، مع الأصدقاء، هذا في حدِّ ذاته - أخي الكريم - يطوّر الإنسان اجتماعيًا جدًّا.

والآن دراسات كثيرة جدًّا أشارتْ أن الركيزة الأساسية للصحة النفسية هي بناء نسيج أو تواصل اجتماعي فعّال؛ لأن الإنسان بطبعه - كما ذكرنا- اجتماعي -أخي الكريم-.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً