الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق وتوتر وبرودة في الأطراف وتسارع في نبضات القلب.. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم

آمل فيكم خيراً، وذلك من متابعتي لتشخيصكم الدقيق.

أنا شاب، أبلغ من العمر 30 عاماً، أعاني من بعض الأعراض المزعجة، والتي تتمثل فيّ، كأن شيئا موضوعا فوق رأسي في الوسط، وبرودة في الأطراف، وتسارعا في نبضات القلب، وشعورا بقلق وتوتر معظم الوقت، وأحياناً تنفسي سريع وخمول وأتعب من أقل مجهود، وأحس برعشة خفيفة، وأحياناً أشعر بمغص ليس شديدا والبراز -أكرمكم الله- لونه أصفر لين معظم الوقت.

ذهبت لطبيب نفسي، وصرف لي سبرالكس حبة الصباح، مع الترابتازول حبة، وفي المساء نصف حبة من مرزاجن أستخدم هذه الأدوية منذ ثمانية أشهر، ولم يفدني هذا الدواء كثيراً.

وشكراً لكم، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي يظهر لي أن أعراضك جسدية، بمعنى أن القلق النفسي وربما شيء من المخاوف هي التي تؤدي إلى الأعراض التي تحدثتَ عنها، والعلاج الدوائي – أخي – يُساهم في تحسّن الإنسان، لكنه قد لا يفيد لوحده، لذا أنت محتاج لأن تُحسن إدارة وقتك، وأن تمارس الرياضة باستمرار، وأن تتجنب النوم في أثناء النهار، وأن يكون نومك ليلاً.

هذه أساسيات مهمَّةٌ جدًّا لتحسين الصحة النفسية والجسدية والتخلص ممَّا نسميه بالأعراض النفسوجسدية.

حسن التواصل الاجتماعي أيضًا يؤدي إلى صرف الانتباه عن القلق وعن التوتر وعن المخاوف.

فيا أخي الكريم: احرص على هذه الآليات التي ذكرتها لك، وبالنسبة للعلاجات الدوائية: لا أعتقد أنك تحتاج أن تتناول ثلاثة من مضادات الاكتئاب في نفس اللحظة، فالسبرالكس مضاد للاكتئاب، والتربتزول مضاد للاكتئاب، والمرزجين – وهو المرتازبين – أيضًا هو مضاد للاكتئاب، ربما جعل جرعة السبرالكس مثلاً عشرين مليجرامًا يوميًا قد تكفي تمامًا – أخي الكريم – مع التطبيقات العلاجية الأخرى التي ذكرتها لك، ويمكن أيضًا أن تُضيف دواءً بسيطًا وهو الـ (دوجماتيل)، والذي يُسمى علميًا (سلبرايد) بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة ثلاثة أشهر مثلاً، ثم تتوقف عن تناوله، هذا قد يكونُ علاجًا كافيًا بالنسبة لك، وأرجو أن تستشير طبيبك أيضًا حول أمر تعديل الدواء، بمعنى: أن تتوقف من التربتزول، وكذلك الميرتازبين، وترفع جرعة السبرالكس.

أنت محتاج لتنظيم الوقت – كما ذكرتُ لك – والحرص على النوم الليلي، هذا يُساعدك كثيرًا في صحتك، وأرجو أن تتجنب أيضًا التردد على الأطباء كثيرًا؛ لأن ذلك يؤدي إلى الكثير من التوهمات المرضية.

ويا أخي الكريم: لا تنس الفحوصات الدورية، أن تذهب لطبيب العائلة أو أي طبيب باطني تثق به، وتقوم بالفحص والكشف على حالتك الصحية مرة كل ستة أشهر على الأقل، أعتقد أن ذلك أيضًا سيفيدك كثيرًا، ويجعلك مطمئنًا من ناحية صحتك الجسدية.

حاول – أخي الكريم – أن تتطور مهنيًّا، لأن التطور المهني يُساعد الإنسان في اكتساب المزيد من الثقة في النفس، وحين تزداد الثقة في النفس يقلّ التوتر والخوف.

الدعاء – يا أخي الكريم – والصلاة في وقتها من أكبر المحفّزات على الطمأنينة، فاحرص عليها.

الفكر الإيجابي والتخلص من الفكر السلبي أيضًا هي أحد المقومات العلاجية الجيدة التي تؤدي إلى تطور الصحة النفسية بصورة إيجابية ومضطردة جدًّا.

وللفائدة راجع العلاج السلوكي للقلق: (261371 - 264992 - 265121).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً