الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل جميع الأدوية النفسية تؤثر على الجنين؟

السؤال

السلام عليكم

أشكركم جزيل الشكر على مساعدتكم لنا، سأدخل في الموضوع، أنا أبلغ من العمر 25 سنة، أعاني من الاكتئاب والهلع والرهاب الاجتماعي، وتوتر يصيبني أحياناً، منذ 3 سنوات وأنا أعاني التنقل من دواء لدواء، حتى تحسنت على دواء اسمه seroplex 10 أخذته لمدة عام، وبعدها تزوجت، وبعد الزواج بستة أشهر وجدت نفسي حاملاً، ولم أكن أخطط للحمل، وكنت أشرب الدواء وجنيني عمره شهر، لأنني لم أعلم أنني حامل، وقطعت الدواء فوراً، وزرت طبيبي وقال يجب قطع الدواء، وزرت طبيبة وأسمعتني دقات قلبه.

أنا خائفة أن يكون أصابه تشوه بسبب أخذي للدواء في الشهر الأول، والآن أنا بالشهر الخامس، حالتي تدهورت كثيراً، آلام حادة في الكتفين، وإرهاق شديد، لا أستطيع القيام بأبسط شيء، حتى المشي، لدي موعد هذا الأسبوع مع طبيب نفسي، لأنني تعبت ولم أعد أستطيع الصبر أكثر من هذا بلا دواء.

المشكلة إن أعطاني دواء أخاف أن أشربه، ماذا لو تشوه جنيني أو مرض؟ كيف سأنظر في عينيه؟ سأحس دائماً بأنني أنا السبب، وكيف سأجعل زوجي سعيداً إن ولدت له ولداً مريضاً بسبب أخذي للدواء.

أرجوكم ساعدوني، أنا خائفة جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبرار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة.

المتفق عليه بصفة عامة هو تجنب كل أنواع الأدوية في فترة الحمل الأولى خاصة، وإن كان هنالك اضطراب أو حاجة لدواء فهذا يجب أن يكون تحت الإشراف الطبي المباشر.

بالنسبة للأدوية النفسية السيروبلكس (والذي يسمى استالبرام) هو من الأدوية السليمة أثناء الحمل في كل مراحل الحمل، والدواء قد أعطي براءة في هذا الخصوص، كان الدواء الوحيد الذي يعتبر سليماً في فترة الحمل من مضادات الاكتئاب هو عقار فلوكستين، (والذي يسمى بروزاك) أما الآن فقد أضيف الاستالبرام وكذلك الزوالفت (والذي يعرف باسم سيرترالين)، فأرجو أن تطمئني أيتها الفاضلة الكريمة.

فترة تخليق الأجنة بالنسبة لك قد انتهت، وهي 118 يوما، أو الأربعة أشهر الأولى، -والحمد لله- ذهبت إلى طبيبة النساء والولادة وقامت بفحصك والطبيبة أسمعتك دقات قلب الجنين، ومن خلال فحص الألتراساوند يتضح كل شيء بالنسبة للجنين، فلا تنزعجي أبداً، -وإن شاء الله تعالى- سترزقين ذرية صالحة كاملة في كل شيء.

الآن الحمل له 5 أشهر، وأراك لازلت في حالة من التوجس وعسر المزاج والخوف وعدم الطمأنينة، في هذه الحالة ليس هنالك ما يمنع أن تستعملي الدواء، هذه الفترة آمنة جداً في الحمل، وما دمت ذاهبة إلى الطبيب فأنا سوف أترك للطبيب القرار، لكن أؤكد لك أن السبرالكس من الأدوية الآمنة جداً في هذا المرحلة من الحمل.

الشيء الوحيد الذي ننصح به هو أن يعطى الدواء تدريجياً، أسبوعين قبل الولادة هذا أفضل، ولا أريد أن أسبب لك إزعاجاً، لكن فترة ما بعد الولادة أيضاً يجب أن تكوني حريصة بأن تتواصلي مع طبيبك في حالة حدوث أي تغيرات نفسية، هذا لا يعني أنها سوف تحدث، لكن نريد أن نعطيك المعلومات العلمية كاملة، لا تنزعجي، لا تحسي أبداً بالحسرة أو الذنب، أنت لم تفعلي شيء خاطئا، استعملت الدواء لفترة قصيرة وكنت لا تعلمين أنك حامل، وحتى إن كنت تعلمين ذلك فكما أكدت لك أن السروبلكس دواء سليم، هذا أمر مؤكد علمياً، وخاصة أن الجرعة التي تتناولينها هي 10 مليجرام، وهذه تعتبر الجرعة الدنيا، ودائماً الأدوية تكون أكثر سلامة حين تكون الجرعة في أقل كمية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب ابرار

    شكرا جزيلا على المعلومات

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً