الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج المخاوف من الأمراض

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي بدأت عام 2001 عندما عانيت من التهاب في المعدة وظل معي تقريباً سنة، وخلالها عانيت كثيراً من الوسواس من المرض الخبيث، وصرت أخاف من أي مرض يفاجئني، بعد شفائي من التهاب المعدة ظلت الوساوس والأفكار ولكن بشكل أخف، حتى عام 2003 حيث أصبت بدوار وخفقان وغثيان مفاجئ لازمه الخوف دون أن أعرف السبب.

وظل معي حوالي الشهرين وتخلله صداع نتيجة للأوهام التي عشتها خلال هذين الشهرين والتوتر والخوف والقلق، وعند إجراء الفحوصات والأشعة المقطعية تبين أن لدي التهاباً بالجيوب الأنفية واعوجاجاً في الحاجز الأنفي، وقمت بإجراء العملية ولله الحمد، ولكن اكتئابي وخوفي والصداع ما زالا في داخلي حيث كنت كل أسبوع أذهب للعيادة أشكو من شيء ما: أحياناً ألم في ظهري، وأحياناً في معدتي، وأحياناً غثيان، وأحياناً في يدي حتى تعبت من نفسي، والفحوصات كلها تثبت أنني سليمة -ولله الحمد-، مع ذلك لم أكن أقتنع.

وأخيراً: ذهبت للطبيب النفساني وعين حالتي أنها فوبيا واكتئاب، وقد بدأ العلاج النفسي في بداية عام 2004، حيث وصف لي أولاً (سيروكسات) لمدة 6 أشهر ثم غيره لدواء (أفيكسور)، والحمد لله كان العلاج ناجحاً حيث ذهبت جميع الأعراض التي كنت أشعر بها، وقد أوقف الطبيب العلاج بعد أن رأى تقدم حالتي وتحسنها في شهر نوفمبر الماضي.

والآن في شهر فبراير 2005 أصبت بالإنفلوانزا لمدة أسبوع و4 أيام، وهذه أول مرة أصاب بها، ولم أكن أعرف ما هي أو ما هي أعراضها؛ لأنني لم أصب بها من قبل، وعادت إلي الأفكار والوساوس بشأن المرض وعادت الأعراض من جديد، شفيت من الإنفلوانزا ولله الحمد ولكن مازلت مكتئبة جداً وخائفة.

رجعت هذا الشهر للطبيب النفساني، فقلت إني أعاني من صداع واكتئاب وتوتر وقال لي: إنه صداع وتوتر نتيجة الضغوط والتفكير، ووصف لي دواء (زيبرالكس) نصف حبة بعد الظهر ودواء (ريفوتري) نصف حبة قبل النوم، علماً أني لا أعاني من أي مشكلة في النوم إلا في بداياته، فبماذا تنصحونني؟

علماً أني أعاني من حالة اكتئاب شديدة تجعلني دائمة البكاء خاصة في الليل، وعندما أبكي أرتاح كثيراً وأشعر بغياب الأعراض ولكنها تعاودني في اليوم التالي، أرشدوني ماذا أفعل لأتخلص من كل ما أعانيه، وأرجو أن تخبروني كم تأخذ الأدوية النفسية حتى يبدأ مفعولها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

المخاوف المرضية كثيرةٌ ومنتشرة في هذا الزمان، وهي كثيراً ما تكون مصحوبة بحالاتٍ من الوساوس والاكتئاب.

ما ورد في وصفك الدقيق لحالتك، فإن البداية تكون بظهور مرض حقيقي، يُصاب به الإنسان في لحظة ضعف ثم تبدأ بعد ذلك المخاوف، وربما تكون شخصيتك من العوامل التي جعلتك أكثر استعداداً لمثل هذه الحالات.

نصيحتي لك هي أن تبني في نفسك اليقين والثقة والتوكل بصورة أعمق، وعليك أن لا تقرئي كثيراً عن الأمراض، ومن الأشياء المهمة جداً هو أن لا تتنقلي بين الأطباء حين تظهر لديك شكوى مرضية، بل المطلوب هو إجراء فحص واحد عند طبيب واحد، والإصرار على الاقتناع بما يقوله هذا الطبيب.

(الزيروكسات) وكذلك (الإفكسر) من الأدوية النفسية الممتازة والسليمة جداً، ويتميز (الزيروكسات) بالقدرة على علاج المخاوف والوساوس والاكتئاب، أما (الإفكسر) فهو لعلاج الاكتئاب والقلق.

أرى أن تعاودي استعمال أي من الدواءين لفترة ستة أشهرٍ أخرى، على أن تكون الجرعة هي الجرعة العلاجية خلال هذه المدة ( 20 إلى 40 ملغم) من (الزيروكسات)، و( 75 إلى 150 ملغم) من (الإفكسر)، ثم بعد انقضاء فترة الستة أشهر تأخذي نصف الجرعة لمدة عامٍ كامل، حيث إن هذه الجرعة الوقائية ستقلل -إن شاء الله- من استعدادك للانتكاسات المستقبلية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً