الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الجرعة المناسبة لتناول عقار الزولفت؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الدكتور الفاضل: محمد عبد العليم اطلعت على حالتي ووصفت لي دواء الزولفت (سيرترالين)، لدي بعض الاستفسارات وبانتظار الإجابة قبل البدء في تناوله.

1- ما هي الجرعة المناسبة 25مل أو 50 أو100 مل؟
2- ما هي المدة المتوقعة حتى أشعر بتأثير الدواء، وكيف أعرف أن العلاج مناسب لي أم لا؟
3- هل الدواء آمن وغير تعودي -إدماني-؟

أشكر لك سعة صدرك -يا دكتور- والله الموفق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك مرة أخرى -أخي الكريم- في الشبكة الإسلامية.
أنا شرحت لك العلاج الدوائي بتفاصيل جيدة، وذلك في الاستشارة رقم (2363868)، لكن ليس هنالك ما يمنع أن أُجيب على استفساراتك هذه.

سؤالك: حول ما هو مقدار الدواء؟
أنا ذكرتُ لك أن تبدأ بجرعة نصف حبة، وهي خمسة وعشرون مليجرامًا، لأن السيرترالين، والذي يُسمَّى زولفت، والذي تنتجه شركة فايزر الأمريكية، ويُوجد بجرعة خمسين مليجرامًا، وعلى ضوء ذلك أريدك أن تأخذ نصف حبة أي خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوع أو أسبوعين، ثم تجعلها حبة كاملة أي خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرٍ، ثم تجعلها مائة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، وهذه هي الجرعة العلاجية، ثم بعد ذلك تنتقل لجرعة الوقاية والتوقف التدرُّجي بأن تجعل الجرعة خمسين مليجرامًا، أي حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله.

في بعض الدول يُوجد الزولفت بعبوة مائة مليجرام، لكن في منطقتنا موجود بجرعة خمسين مليجرامًا.

سؤالك: ما المدة التي أحس فيها بأثر الدواء وكيف أعرف مناسبته لي؟
الدواء دواء ممتاز، ودواء معروف، وهو يفيد حوالي ثمانين بالمائة من الناس، الذين يُعانون من مثل حالتك، وهذه نعتبرها حقيقة نسبة عالية جدًّا.

بدايات إفادة الدواء تكون مجرد استرخاء، لكن بعد الأسبوع السادس من تناول العلاج من المفترض أن يخفّ عندك الخوف على الأقل بدرجة خمسين بالمائة.

ويا أخي خالد: الذين يُطبِّقون الآليات السلوكية والاجتماعية -التي تحدَّثنا عنها- تكون فعالية الدواء فيهم أفضل، يعني: الاعتماد على الدواء وحده ليس أمرًا جيدًا، وأودُّ أن أنبِّهك لشيء مهمٌّ جدًّا: أن الإنسان يمكن أن يصل إلى درجة المائة بالمائة تحسُّن وتعافي عن طريق الدواء، لكن إذا لم يكن يُطبِّق الآليات السلوكية بعد التوقف من الدواء سوف ينتكس. هذه حقيقة يجب أن تكون محفِّزةً لك لأن تنتظم في المسارات العلاجية كاملة.

هل الدواء آمن وغير تعوّدي؟
نعم، هذا الدواء غير إدماني، ولا علاقة له بالإدمان أبدًا، وهو سليم، ويصلح حتى لكبار السّن ومرضى القلب، وحتى بالنسبة للنساء المرضعات وكذلك الحوامل.

أحد آثاره الجانبية أنه قد يؤدي إلى تأخّر في القذف المنوي لدى بعض الرجال عند المعاشرة الزوجية، لكنّه لا يؤثّر على الصحة الإنجابية أو الذكورية، كما أنه قد يفتح الشهية قليلاً لدى بعض الناس، وهذا قد يؤدي إلى زيادة في الوزن، ومَن يُلاحظ زيادة في شهيته نحو الطعام -خاصة الحلويات- يجب أن يتخذ التحوطات اللازمة.

أخي خالد: أعتقد أنك إذا ذهبت وقابلت طبيبًا نفسيًا سوف تكون أكثر اطمئنانًا، وذلك بجانب ما ذكرناه لك. نحن نعرف أنك تثق فيما نقول، لكن المقابلة المباشرة والمناظرة مع الطبيب وحواره تثبِّتْ حقيقة قناعات الإنسان وتجعلها أكثر إيجابية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً