الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاناتي مع الاكتئاب طويلة، فهل لحالتي علاجا جذريا؟

السؤال

السلام عليكم

أنا امرأة عمري 31 سنة، عانيت من الاكتئاب لمدة 8 سنوات بسبب أنني اشتغلت معلمة في عمر 20 سنة في ظروف صعبة، ولم تكن هذه المهنة طموحي بحكم أنني كنت متفوقة، ولكن ظروفي المادية جعلتني أقبل بها، كنت كل يوم أرى شبابي يضيع وسط الجبال وفي المناطق النائية، إلى أن جاءني اكتئاب شديد.

في الأول وصف لي الطبيب دواء الإنافرنيل وتحسنت عليه، لكن عندما توقفت عنه عدت لنفس الحالة، ثم أخذت دواء ليديوميل، ولكن دائما عندما أتوقف تعود الأعراض.

فغيرت الطبيب إلى طبيب آخر، وصف لي باروكستين، أخذته لمدة سنة، وعندما كنت حاملا غيره لي إلى دواء سيروبلكس الذي استمررت عليه تقريبا ثلاث سنوات بجرعة 10 ملغرام في اليوم، ثم خفف لي الطبيب الجرعة إلى النصف، وأجريت تخطيطين للدماغ كانا إجابيين، ثم نصحني الطبيب أن أتوقف عن الدواء، وأعطاني دواء ليبراكس لمدة شهر، ثم أتوقف نهائيا عن الأدوية.

لكن الآن بعد التوقف لا أشعر بالتحسن، أشعر بتعب شديد وخفقان في القلب وأعراض اكتئاب، مع العلم أني لا زلت أشتغل بالبادية.

سؤالي من فضلكم: هل هذا الاكتئاب سيلازمني طيلة حياتي؟ هل هناك دواء يخلصني منه إلى الأبد؟ عمر طفلي ثلاث سنوات، وأفكر في الحمل ثانية، ولكن هذا المشكل يؤرقني، كرهت أخذ الأدوية يوميا، مجرد أخذ الدواء يشعرني أني لست طبيعية.

أرجوكم ساعدوني، وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فاطمة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الاكتئاب هنا ناتج عن ظروف حياتية مُحدّدة، وهي الشغل في مكانٍ بعيد عن البيت الذي تسكنين فيه، وبالذات قلتِ في البداية، وهذا طبعًا أثَّر عليك، ولكنّك قبلت بالعمل لظروف الحياة ولاحتياجك للوظيفة، وما زلت تعملين في هذا المكان الذي لا تستريحين عليه، وهذا سبب رئيسي للاكتئاب – أختي الكريمة -.

الحبوب التي أُعطيت لك هي لتخفيف الاكتئاب، ولكن كان لا بد من علاج نفسي ليجعلك تتأقلمين مع هذه البيئة، وتتقبَّلينها، أنت لا زلت غير متقبِّلة لهذا الوضع، وهذا هو الشيء المهم الذي يجعل أعراض الاكتئاب تعود إليك كلَّما تم التوقف من تناول الدواء، لا بد من جلساتٍ نفسية لتتأقلمي وتتقبَّلي هذا الوضع، ويمكن أن تُجري هذه الجلسات أثناء الإجازة، هناك طبعًا الإجازة المدرسية تكون فترة طويلة، وهي فترة كافية لعقد جلسات نفسية لمساعدتك في التخلُّص من هذا الرفض الداخلي لهذا المكان أو لهذه البيئة التي تعملين بها، وهنا يمكنك أن تتوقفي عن الحبوب، ويمكنك أن تأخذي جرعة أقلَّ، هذا من ناحية.

أما من الناحية الأخرى: فحتى إذا حملتِ -إن شاء الله-، دائمًا فترة الحمل تمرّ بسلاسة وسهولة، والمشاكل النفسية تكون قليلة جدًّا في فترة الحمل، ولكن -لا قدَّر الله- إذا حصل هناك اكتئاب في الحمل، فالآن هناك أدوية نفسية غير مُضرَّة بالحمل، خاصة بعد الشهور الثلاثة الأولى، إذا رأى الطبيب أنك تحتاجين إلى أدوية، فهناك الآن أدوية يمكن استعمالها مع الحمل.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب فاطمة

    شكرا جزيلا لك دكتور و لكل الساهرين على الموقع.اطلب من كل مم قرأ حالتي او مر من هنا الدعاء الخالص لي بالشفاء.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً