الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما زلت صغيرا ولكنني أجد صعوبة كبيرة في الفهم والاستيعاب.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا شاب عمري 21 سنة، لدي مشكلة كبيرة جدا في الفهم والاستيعاب في كل المجالات، سواء كانت في الدراسة، أو في العمل، أو في الكلام مع أي شخص في مجال لا أعرفه، أو أي شيء كان.

في الجامعة لا أستطيع أن أفهم كما يفهم باقي زملائي، مع أني أحاول قدر الإمكان أن أكون في قمة التركيز، لكن دون جدوى من ذلك، كما أنني لست اجتماعيا لدرجة كبيرة، أشعر بأن عقلي فارغ تماما، لا أعرف ماذا علي أن أتكلم به مع أي شخص كان، عسى أن أجد حلا أو تفسيرا لما يحصل لي، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أكبر سبب لتشتت الاستيعاب وإضعاف الفهم والتركيز هو القلق النفسي الداخلي، أو سوء تنظيم الوقت، أو الإجهاد النفسي وكذلك الجسدي، والإنسان أيضاً إذا لم يدرك أهمية ما يجب أن يقوم به وينفذه لا يركز عليه كثيراً، وبعض الناس ومن شدة القلق تكون لديهم أفكار متسابقة مع بعضها البعض، مما يجعلهم لا يركزون، بل يشعرون بنوع من الخواء أو الفراغ الداخلي تماماً كما تفضلت.

ما تتحدث عنه -أيها الفاضل الكريم- ليس بمرض، إنما هي ظاهرة، وأول خطوة تقوم بها هي أن تذهب للطبيب، ليس من الضروري أن يكون طبيباً نفسياً، اذهب إلى طبيب الأسرة أو طبيب الباطنية أو الطبيب العمومي؛ لإجراء فحوصات طبية عامة، لتتأكد من وضع صحتك الجسدية، معرفة مستوى الدم، مستوى السكر، مستوى الدهنيات، وظائف الكبد، وظائف الكلى، وظائف الغدة الدرقية، تركيز الفيتامينات مثل فيتامين د وفيتامين ب 12، هذه أساسيات مهمة جداً في الطب.

الصحة الجسدية مرتبطة بالصحة النفسية والعكس صحيح، فإذاً الخطوة الأولى هي أن تتأكد من صحتك الجسدية، والخطوة الثانية أن تنظم وقتك بشرط أن تنام ليلاً وفي وقت مبكر، بهذه الكيفية يأخذ الجسم راحته، ويحدث ترميم كامل وشامل للخلايا الجسدية وللخلايا الدماغية، وبعد ذلك يستيقظ الإنسان مبكراً يصلي الفجر ويبدأ يومه من تلك اللحظة، لأن البكور فيه بركة كثيرة، واتضح الآن أن كل المواد الكيميائية الإيجابية تفرز في فترة الصباح، وكما تعلم -أيها الفاضل الكريم- إذا ذاكر الإنسان في الصباح أو كان له مواد حفظ مثلاً يستطيع أن ينجز في ساعة واحدة ما لا ينجزه في ثلاثة أو أربع ساعات في بقية اليوم، هذه أول خطوة لتحسين التركيز.

الخطوة الثانية هي ممارسة الرياضة، الرياضة تنشط كثيرا من المكونات البيولوجية الجسدية والدماغية، والرياضة تقوي النفوس كما تقوي الأجسام، وتحسن التركيز، وتحسن النوم، وتحسن الحاجة للطعام الجيد، فإذاً فيها خير كثير.

تنظيم الوقت يعني أن أعطي كل شيء حقه، القراءة، العمل، الزيارات، التواصل الاجتماعي، العبادة، كل شيء أعطيه حقه من خلال تكوين خارطة زمنية أدير من خلالها وقتي، وأيضاً من المهم أن أحدد أولوياتي، ما هي الأشياء التي من المفترض أن تأخذ أهمية أكثر في حياتي؟ إن كانت على نطاق الدراسة أو العمل أو التواصل الاجتماعي، صلة الرحم، هذا كله يجب أن يضعه الإنسان نصب عينيه، قراءة القرآن بتدبر وتمعن وإيجادة تحسن التركيز ولا شك في ذلك، وقد جربنا هذا الأمر، إذاً هذه خطوة علاجية.

من المهم حسن تنظيم التغذية على أن يكون الطعام متوازناً في مكوناته، هذه تحسن من التركيز، وأن تكثر من التواصل الاجتماعي وأن تصلي مع الجماعة، وأن تمارس الرياضة الجماعية، هذا يجعلك تتفاعل اجتماعياً بصورة ممتازة جداً.

هذه الأسس العامة التي أرجو أن تلتزم بها.. بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً