الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يائسة من الحياة بسبب فشلي في الدراسة، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة، أدرس بكلية الطب أنا وأختي، أعيش ببلاد غير بلادي، وهي غير مستقرة سياسيا.

في السنة الأولى بالطب حدثت بعض المشاكل بالمدينة التي أعيش بها مع أهلي، فاضطررنا إلى أن نهاجر إلى بلادنا، فتركنا الجامعة وسافرنا، لكن بقينا سنة هناك، ولم يقبلونا بكلية الطب بسبب تأخر معادلة الشهادة الثانوية وتصديقها، ولكن أهلي لم يتحملوا، ورجعنا لنفس البلاد من أجل دراستي بالطب أنا وأختي.

عند رجوعنا قبلت الجامعة أن تعطينا فرصة بالدخول للامتحانات النهائية، التحقنا بالامتحانات النهائية مع هذه الدفعة، ولم يتبق سوى أسبوع واحد عليها، ونحن لا نعرف باقي الدروس، ولم أدرس جيدا تلك الفترة بسبب تفكيري.

المفاجأة أن أختي نجحت بكل المواد، وأنا رسبت بمواد معينة، مع العلم أني كنت دائما ما أكون الأولى بالمدرسة، كما أني تخرجت من المرحلة الثانوية بمعدل ممتاز جدا، وكان أهلي وكل المعارف فخورين بي، وأختي أصغر مني بسنة، لكنها تدرس معي قبل سنها، وذلك سبب لي كآبة فانعزلت عن كل شيء.

أختي دخلت السنة الثانية، بينما أنا اضطررت لإعادة السنة، وأمي لم يعجبها الموقف، فأخذت تدعو علي بسبب رسوبي، وانتهت السنة الثانية برسوبي ونجاح أختي، فأصبت باليأس مما جعلني أقرر الانتحار، وأريح أمي من مشاكلي.

منذ الصباح وأنا أفكر كيف أنهي حياتي، ولكني لم أستطع، أنا أعلم بأني أخطأت، ولكن بسبب الضغط النفسي الذي أصابني، فأنا أعلم أني أخطأت ولم أعط مستقبلي حقه، ولكن بسبب الضغط النفسي ودعاء أمي علي لم أعد أستطيع التركيز.

صرت أحلم بعالم خيالي جميل، ولم أعد أستوعب واقعي، فأنا أحسه عقابا من الله بسبب لهوي في الحياة وعدم اجتهادي، كما أن دعاء أمي علي دمرني وقطع كل آمالي بالحياة، لا أعرف ماذا أفعل؟

أتمنى من الله أن يسامحني ويساعدني، فخطوبتي الشهر المقبل، ولم يعد لي نفس بشيء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صابرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التقصير منك كان واضحا عن اهتمامك بدراستك وانشغالك باللهو عنها كما ذكرت عن نفسك، مما سبب لك تأخرا عن النجاح مع أختك، وأغضب أمك منك، وهذا لاشك خطأ، ولكن يمكن يتم تداركه، وذلك من خلال الآتي:

- يجب عليك الاعتراف بالتقصير، ومحاولة تعديل سلوكك مع أمك، والسعي في طلب رضاها حتى تدعو لك.

- الإقبال على الله بالطاعة والعمل الصالح والاستقامة على دينه حتى ينشرح صدرك ويذهب ما بك من هم وغم، وتشعري بحلاوة الحياة من جديد؛ فإن الحياة لا تحلو إلا بطاعة الله والإيمان به.

- احذري التفكير بالانتحار وقتل نفسك؛ فهو جريمة ومنكر عظيم، كما أن الانتحار لا يخلص النفس من الهم والغم كما تظنين، بل يدخلها في عذاب أخروي مستمر إلى يوم البعث -والعياذ بالله- ولا مانع من ترك الدراسة في هذه الفترة مؤقتا حتى تعود صحتك النفسية إلى طبيعتها، ويمكنك تغيير التخصص بعد ذلك.

طالما أن خطبتك قريبة فهذا مؤشر جيد لحياة جديدة لك مع زوجك الذي يمكن أن يخفف عنك ما تعانين منه الآن، ويساعدك على مواصلة برنامجك الدراسي إن شاء الله، وعليه: فلا تيأسي من صلاح الحال، بل ثقي بالله سبحانه، وتوكلي عليه، والجئي إليه، وستجدين أثر ذلك في نفسك انشراحا وراحة بإذن الله.

وفي كل الأحوال عليك بالصبر والتحمل والثقة بنفسك وقدراتك، والسعي في إرضاء أمك وطلب دعائها، وكثرة الذكر والتسبيح والاستغفار لتهدأ نفسك.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً