الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من ضعف الرغبة وحب العزلة وعسر المزاج والقلق

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أبلغ من العمر 28 عاماً، كنت موفقاً دراسياً، وأثناء دراستي الجامعية نلت المركز الأول على كليتي في ‏العام الأول، إلا أنه بعد ذلك أصابتني حالة من التوتر وصعوبة في التركيز وعدم القدرة على النوم، بالإضافة إلى فقدان ‏الرغبة الجنسية، اخترت العلاج بالقرآن مع الرقاة، ولكن دون جدوى، وفي نفس الوقت ذهبت لأطباء المخ ‏والأعصاب، وتم تشخيص حالتي بأنني أعاني من التوتر العصبي.

تناولت مهدئات الأعصاب ومنشطات الذاكرة، واظبت ‏عليها طوال فترة دراستي الجامعية، وبعد انقضاء فترة الجامعة استمرت معاناتي مع التوتر بشكل أقل، بالإضافة إلى معاناتي ‏من فقدان الرغبة الجنسية وفقدان الطاقة والنشاط بشكل تام، وحبي للوحدة والانعزال، وشعوري الدائم بالاكتئاب والحزن، حتى إنني لم ‏أشعر بأي فرحة في يوم تعييني في الوظيفة التي تمنيتها طوال دراستي.

لازمني ذلك حتى في يوم زواجي، رغم أنني تزوجت من ‏الإنسانة التي أحببتها منذ الطفولة، أعاني من حب العزلة وبرود المشاعر، وبعد زواجي عانيت من ‏فتور مشاعري نحو زوجتي، وفقدان الرغبة الجنسية.

ذهبت إلى طبيب الأمراض الجنسية، وبعد عمل ‏التحاليل المطلوبة تبين وجود انخفاض في هرمون التستسرون، وارتفاع هرمون البرولاكتين، ووصف لي الطبيب أدوية ‏لخفض هرمون البرولاكتين ومكملات غذائية، مثل التريب جولد، وغذاء ملكات، ولم أجد أي نتيجة.

منذ ‏خمسة أشهر ذهبت إلى طبيب نفسي شخص حالتي بأنها عسر في المزاج، ووصف لي دواء ‏ويلبوترين 150 مج، ودوجماتيل 50 حبة واحدة يومياً من كل دواء، و-الحمد لله- قلت أعراض الاكتئاب لدي، و‏ما زلت أعاني من سطحية المشاعر والبرود الجنسي، بالإضافة إلى الرهاب الاجتماعي البسيط، ومشاعر القلق عندما يكون لدي ‏موعد أو شيء مهم، فما نصيحتكم؟

وجزاكم الله خيراً.‏

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مجمل ما ذكرته من أعراضٍ يدلّ على أنك تعاني من قلق نفسي، مصحوب بشيء من المخاوف، ولديك أيضًا عُسر مزاجي، ليس من الدرجة الكبيرة ولا المتوسطة، إنما من الدرجة البسيطة، والقلق النفسي من النوع الذي تعاني منه غالبًا يكون مصحوبًا بما نسمَّيه بالقلق التوقعي، والقلق التوقعي دائمًا يؤدي إلى صعوباتٍ في الأداء الجنسي، لأن الإنسان يكون لديه الخوف من الفشل، والخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل في الأداء الجنسي، أما الإنسان إذا تعامل مع الجنس كأمرٍ غريزيٍّ وطبيعيٍّ، والمعاشرة الزوجية تتمُّ في سِترٍ، وفي أمانٍ، وفي مودةٍ، وفي سكينة،ٍ وفي رحمةٍ، لن تحدث أي مشكلة -أيها الفاضل الكريم-.

فاجعل خيالك الجنسي خصب، عليك بالمداعبات الجنسية الشرعية، وليس من الضروري أن يحدث الإيلاج دائمًا، الناس لديها مفاهيم خاطئة حول المعاشرة الجنسية.

عليك بأخذ قسط كافٍ من الراحة، وذلك لا يتمُّ إلَّا من خلال النوم الليلي المبكر، وممارسة الرياضة، خاصة رياضة المشي أو الجري.

عليك -أيها الفاضل الكريم- بالتواصل الاجتماعي، وحسن استثمار الوقت، لأن ذلك يرفع كثيرًا من كفاءتك النفسية، ولا تنسى الدعاء، خاصة حين تأتي أهلك، هذا مهمٌّ جدًّا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الـ (ويلبيوترين)، دواء جيد حقيقةً، لأنه يُحسِّن من الأداء الجنسي، وفي ذات الوقت يُحسِّنُ المزاج، لكنّه قد لا يُعالج القلق بالصورة المطلوبة.

الـ (دوجماتيل) دواء جيد، لكن قد يرفع من مستوى هرمون البرولاكتين، وهذا قطعًا قد يؤدي إلى صعوبات جنسية، فأنا حقيقة بكل تقدير واحترام لمن نصحك بتناوله لديَّ تحفُّظٍ، وأعتقد أنه يمكن أن يستبدل بعقار (فافرين)، والذي يُسمَّى علميًا (فلوفكسمين)، دواء جيد، مضاد للقلق، وللتوتر، وللمخاوف، وكذلك للوسوسة، وفي ذات الوقت لا يؤثّر على الأداء الجنسي، أنت تحتاج لتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً، وتتناول الويلبيوترين بجرعة مائة وخمسين مليجرامًا صباحًا.

الاهتمام بحالتك الغذائية مهم جدًّا -أيها الفاضل الكريم-.

فأرجو أن تطبق ما ذكرته لك من نُصح وإرشاد، ونسأل الله تعالى أن ينفعك به، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً