الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضغوط نفسية وقلق متواصل، فما الدواء المناسب للقضاء عليهما؟

السؤال

السلام عليكم دكتور محمد عبد العليم.

أشكرك جزيلا على إجابتك لاستشارتي التي تحمل الرقم (2362683)، وأعتذر على عدم توضيح حالتي بالتفصيل، واسمح لي أن أشرحها لك.

طبعا بدأت حالتي قبل سنتين ونصف من الآن بعد التعرض لخسارة مادية كبيرة فقدت فيها عملي ومصدر دخلي، عندها كنت متأثرا لحد ما، ولكن ليس بالمقدار الحالي، حمدت الله واستمرت حياتي، وبعدها بأربعة أشهر فشل مشروع زواجي بسبب كثرة المشاكل التي كنت فيها تحت ضغط نفسي وقلق متواصل وترددي ما بين اختيار الانفصال والخوف من عاقبة الانفصال، وبعد الانفصال أصبح عندي خوف من خوض تجربة الارتباط، وأصبحت أفكر في المشاكل والسلبيات إلى درجة غير منطقية، وأن أي تجربة ستكون فاشلة، وأنه لن يكون هناك مودة وسكينة، وبعدها ازداد الضغط النفسي، بعد أن كنت على وشك إعادة سنتي الأخيرة بمساق البكالريوس بسبب الحالة النفسية، ولكن الحمد لله.

أكملت دراسة البكالريوس في موعدها بعد معاناة من عدم القدرة على التركيز وغياب الحافز النفسي، بفضل الله وبمجاهدة النفس والحرص على تتبع السير في الطريق الصحيح في الحياة تجاوزت مصاعب الدراسة، والآن أنا في بولندا لدراسة مساق الماجستير.

أجد صعوبة كبيرة في التركيز، ودائما ما تبدأ الحالة الاكتئابية والقلق والميل إلى العزلة والتسويف وغياب الحافز عند أبسط ضغط نفسي، هذه الحالة باختصار.

أما عن الطرق العلاجية الدوائية التي اتبعتها، فقد ذهبت أكثر من مرة عند ثلاثة أطباء، وتقريبا جربت أغلب أدوية ما يعرف بـ SSRI، وتحسنت حالتي بنسبة بسيطة جداً عند دواء اسيتالوبرام 10 ملجم وبروزاك 20 ملجم، وعند محاولة الطبيب لرفع الجرعة ولو بمقدار بسيط تسوء حالتي أكثر من ما هي عندما لا آخذ أي أدوية.

أخبرت طبيبي في بولندا أنني من اليمن، ومنتشر عندنا القات بكثرة، علماً بأني لست من متعاطيه الدائمين، ولكن كل أعراض الاكتئاب والقلق والصداع والقولون العصبي زالت في الثلاث مرات التي تعاطيتها فيه، وعندها أخبرني أن القات يحتوي على مادة الكاثينون، وهو يعتبر من محفزات الدوبامين، وكتب لي الويلبوترين 150 ملجم بجانب البروزاك لمدة شهر، والعودة بعد شهر من استخدامهما.

أتمنى أني قد أوضحت حالتي لك، وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك - أخي الكريم - على هذا التوضيح، وهذه الإضافة فعلاً هي إضافة جيدة، ومن الواضح - أخي الكريم - أن تعرُّضك لبعض الجرحات النفسية ظهر آثارها التراكمي عليك، وأدخلك في هذه الحالة الاكتئابية القلقية، لكن أقول لك - أخي الكريم -: الحمد لله أنت موجود، وبمقدراتك، وبمهاراتك، هذه لم تُؤخذ منك أبدًا، ولم تذهب، ويمكن أن تبدأ بدايات ممتازة جدًّا، النفس - أخي الكريم - لا بد أن نضع لها الضوابط، وأن نكبحها، خاصة فيما يتعلّق بالتسويف، النفس نقودها نحنُ ولا نجعلها تقودنا أبدًا.

أنت الآن لديك أهداف واضحة جدًّا، وهذا جميل، ما دمتَ قد حدَّدتَّ هدفًا وبهذا الوضوح وتسعى نحو التحصيل العلمي -إن شاء الله تعالى- تصل لغايتك.

تنظيم الوقت - أخي الكريم - مهمٌّ جدًّا، والالتزام بهذا التنظيم هو مفتاح النجاح، وأنا حتَّمتُ لك على آليات علاجية مهمَّة في الإجابة على الاستشارة السابقة والتي رقمها (2362683) فأرجو أن تأخذ بما ذكرته لك.

أما العلاجات الدوائية فأنا أعتبرها إضافة جيدة، ولكنها ليست كل شيء، والأدوية كثيرة - أخي الكريم - وحتى إن كانت مساهمة الأدوية عشرين إلى ثلاثين بالمائة من المجموعة الكلية للتحسُّن؛ فهذه مساهمة ممتازة جدًّا.

اتبع الآن ما تتناوله من علاج، واسأل الله تعالى أن ينفعك به، وإن لم تفدك هذه المجموعة من الأدوية فيمكن أن تنتقل لمجموعة أخرى، ويأتي على رأسها عقار (ديلوكستين) والذي يعمل مباشرة من خلال تحفيز النورأدرينالين وكذلك السيروتونين.

موضوع القات - أخي الكريم - ينتهي بوقته، التحفيزات التي تظهر في الدوبامين لا تظلُّ لفترة طويلة، إلَّا بالنسبة للذين لديهم قابلية أصلاً للاضطرابات الذهانية، وأنت -الحمد لله تعالى- لست من هؤلاء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً