الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التعب وضيق التنفس عند أبسط مجهود أقوم به، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبلغ من العمر 24 سنة، أعاني من التعب لأبسط مجهود، مثلا إن طبخت أو غسلت الأواني أتعب بسرعة ويضيق نفسي ولا أستطيع أن أمشي كثيرا، مع العلم أن وزني 43 كيلو، وقمت بفحوصات طبية كلها سليمة، كفقر الدم، والقفص الصدري، والقلب، كله سليم، أصبحت خائفة جدا من هذا التعب الشديد.

أشعر بتوتر وقلق، وأختنق كثيرا من ضيق التنفس حتى أصرخ ويغمى علي، وأشعر بتعب شديد، وألم في جسدي، أنا خائفة جدا.

كنت أعاني قبل سنتين من هذا، وكل الفحوصات سليمة، واكتشفت أنه مرض نفسي، شخصه الطبيب أنه اكتئاب ووسواس وهلع اجتماعي، وكنت آخذ دواء سولبيدال وسيروبلكس 10 ملغ، وتحسنت حالتي كثيرا، وتزوجت، والآن أنا حامل في 3 أشهر وأسبوع، منذ قطعت الدواء -خوفا على الجنين- وأنا أعاني، في البداية كنت أصبر لأنه لم يكن الاختناق قويا، ولكن الآن الاختناق قوي يضيق نفسي كثيرا وأفقد تركيزي، وأبدأ بالصراخ خوفا من أن أموت مخنوقة؟

طبيبي كان رافضا إعطائي دواء، وسأعود له الأسبوع المقبل، لا أستطيع اليوم بسبب الظروف وبسبب البعد، فأنا في البادية.

هل يوجد خطر علي وعلى الجنين إن بقيت أختنق طوال اليوم هكذا لمدة 9 أيام أخرى؟ حتى أذهب للطبيب.

أنا خائفة جدا، بم تنصحونني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاجر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء.

أعراضك بالفعل تدل على وجود قلق نفسي، وهذا القلق يتخلَّله شيء من المخاوف، وأيضًا عُسْر في المزاج، وأنت ذكرتِ أن الطبيب قد ذكر لك أنك تعانين من وساوس وخوف اجتماعي، أرجو ألَّا تنزعجي لكل هذه المسمَّيات، فهي ليست تشخيصاتٍ متعدِّدة، إنما جميعها تحت مظلَّةٍ واحدة أو في بوتقةٍ واحدة، وهي بوتقة القلق النفسي.

الآن أنت تعانين من هذا التعب أو سرعة الإجهاد، ويظهر أنه ذو مكوّن نفسي وجسدي في ذات الوقت، وربما يكون الحملُ أيضًا قد ساعد في ظهور هذه الأعراض.

أرجو أن تأخذي قسطًا كافيًا من الراحة من خلال النوم الليلي، وأيضًا عليك بالتغذية السليمة بقدر المستطاع، وقطعًا المتابعة مع طبيبة النساء والولادة مهمَّة في هذه المرحلة، حيث إن الطبيبة سوف تفحصك وتعطيك بعض المُعينات التي تُساعد على تقوية الدم، وتحسين صحتك الجسدية في هذه المرحلة.

بالنسبة للعلاج النفسي: قرار الطبيب سليم، وهو أنه لا يفضّل تناول أي دواء نفسي في فترة تخليق الأجنة – الأربعة أشهر الأولى من الحمل – وإذا كان الإنسان مُضطّرًا لأي دواء كأدوية القلق ومُحسِّنات المزاج فتُوجد أدوية سليمة، وهي الأدوية القديمة نسبيًا، مثل عقار (إيمتربتالين)، والذي يُسمى تجاريًا (تربتزول)، تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لا بأس في ذلك، هو يُحسِّنُ المزاج، ويزيل القلق والتوتر، وقد يزيد النوم عندك أيضًا نسبيًا، وربما يؤدي أيضًا إلى تحسُّنٍ في الشهية نحو الطعام، أنا أراه أنه دواء يمكن تناوله في هذه المرحلة، وبالجرعة الصغيرة التي وصفتها، وإن صبرت مدة تسعة أيام حتى تُقابلي طبيبك فهذه ليست مدة طويلة.

خلال هذه المدة عليك بالتفاؤل، عليك بأن تفرحي بالحمل، والنوم الليلي المبكر، ويمكن أن تُخفِّفي من جُهدك الجسدي في هذه الفترة، وأنا متأكد أن زوجك الكريم ومَن حولك سوف يُقدِّرون ظروفك، وعليك بالخشوع في صلاتك، والدعاء، هذه كلها مُعيناتٍ عظيمةٍ لك خلال الفترة هذه والفترة القادمة -إن شاء الله تعالى-.

فإذًا أمامك خيار: أن تظلِّي على هذه المساندات النفسية التي تحدَّثتُ عنها، أو تتناولي عقار تربتزول – كما ذكرتُ لك – حتى تقابلي طبيبك، ومن ثمَّ يمكن أن يضع لك الخطة العلاجية المناسبة والمطلوبة، وفي ذات الوقت مقابلة طبيبة النساء والولادة أيضًا مهمَّة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً