الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوافق الفكري بين الزوجين

السؤال

السلام عليكم.

لقد عقدت قراني على امرأة أقل مني في المستوى التعليمي، وأخاف أن أواجه معها بعض الصعوبات بسبب الاختلاف الفكري والثقافي، فما نصيحتكم لي بخصوص هذا الشأن؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Nasser حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فإن التوافق الفكري والنفسي والاجتماعي يساعد على التفاهم في الحياة الزوجية ويهيأ فرصا أكبر للتجانس، ولكن هذا لا يعني أن الفارق في المستوى يمنع وجود السعادة الزوجية، فكثير من الرجال سعدوا مع زوجات لسن على قدر كبير من العلم، وذلك لأن المرأة في هذه الحالة تشعر أن الرجل هو زوجها وأستاذها في نفس الوقت، فتجتهد في احترامه وتقديره، أما الزميلة التي درست في نفس الكلية وأخذت نفس الشهادة وتعمل نفس الوظيفة، فإنها تشعر بالندية، وربما شعرت أنها متفوقة أكثر من زوجها، وقد تتحدث عن نجاحها وفشله فتحدث المشاكل.

ولا شك أن أقصر الطرق وأهمها في نيل السعادة الزوجية هو طريق الطاعة لله والاحتكام لشرعه على هدى وخطى النبي صلى الله عليه وسلم، وما صلحت البيوت بمثل طاعتنا لصاحب العظمة والملكوت.

كما أن شخصية الرجل، واحترامه لمشاعر زوجته، وحرصه على بيان منهجه من أول يوم، وصبره على ما يلاقي تُعد أسبابا مهمة في إيجاد بيئة الوفاق، وإذا كانت القوامة بيد الرجل والتوجيه له كان لابد للرجل أن يعرف أن القوامة أعطيت للأكبر والأفضل والأقوى، والضعيف أمانة عنده، وخير الرجال خيرهم لأهله.

وإذا كانت هذه الزوجة صاحبة دين وقد اخترتها بمحض إرادتك وعقدت قرانك عليها والمؤمنون على شروطهم، فأرجو أن تواصل المشوار، وتبدأ مشوار حياتك الزوجية معها، واحرص على تجنب المعاصي، وعليك بإصلاح نيتك واتباع نبيك صلى الله عليه وسلم، ويمكنك مساعدتها على تطوير مستواها العلمي، والثقافي وهناك تجارب ناجحة لبعض الرجال في هذا المجال.

كانت المرأة أقل من الرجل في المستوى العلمي فيمكن للحياة الزوجية أن تنجح، ولكن إذا حصل العكس وكانت المرأة هي المتعلمة والمثقفة والرجل ضعيف في هذه المجالات، فإن فرص النجاح تكون محدودة، وليس من الضروري أن تحرز المرأة نجاحات علمية لتكون زوجة ناجحة، ولكن نجاح المرأة الحقيقي في معرفتها لدورها ورسالتها في الحياة.

ولاشك أن أشرف مهام المرأة هي تربية الأبناء وحسن التبعل لزوجها والوفاء لحقوقه وصيانة عرضها، وهذا علم تكتسبه المرأة من مدرسة الحياة وليس في قاعات الدراسة، وتتأثر في هذا المجال بوالدتها وعماتها وخالاتها وبيئتها.

ونسأل الله أن يكتب لكما التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً