الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آلام عديدة جعلتني أفكر بالانتحار.. لكني أخشى على الجنين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد ترددت كثيرا في طرح معاناتي، لاعتقادي بأن لا أحد يمكنه فهمي أو إعطائي حلا لها، ولكن الأمل بالله ثم بكم كبير جدا.

أنا سيدة حامل في الأسبوع الأول من الشهر الخامس، نزل علي دم فذهبت للمستشفى، وأجريت السونار وقياس طول عنق الرحم، وكان كل شيء طبيعيا -الحمد لله- وقالت الدكتورة ربما التهاب، فأعطتني تحميلة ومثبتات.

بعد أسبوع أصبت بزكام وارتفاع خفيف في درجة الحرارة استمر ليومين، لكنني ما زلت أعاني من الزكام، وبعد مرور يومين أو ثلاثة أيام أحسست بحرقة وحكة خفيفه بالمهبل، ووجدت حبوب بيضاء صغيرة غير مؤلمة مع اللمس بمستوى الجلد، فأصبت بالهلع، لأن لدي وسواس الإصابة بالأمراض.

بعد يومين ذهبت لطبيبة نسائية عملت لي مسحة للإفرازات، أظهر وجود التهاب بسيط جدا فأعطتني كريم اليكا أم، وتحاميل مهبلية، استخدمتها ولكن لم تذهب الحرقة إلى الآن، وبعد بحثي بالإنترنت عن الأعراض التي أشعر بها أصبت بحالة مزمنة من التوتر والقلق، حيث وجدت أن الأعراض التي أشعر بها مشابهة جدا لأعراض أمراض جنسية خطيرة، فلم أستطع النوم والأكل والتفكير، وأقضي عشرات الساعات على الإنترنت في البحث والقراءة عن الأمراض.

ذهبت بعدها لدكتورة أخرى، أخبرتها بمعاناتي، وعندما رأت الحبوب قالت: هذه ليست خطيرة أبدا وسطحية، وربما موجودة منذ زمن دون أن أراها، وأعطتني كريم كيناكومب وتحاميل، ولكن لا فائدة، حتى أصبح الجلد جافا متقشرا، علما بأني لا أعاني إلا من الحكة في بداية المهبل والشرج، فذهبت للمختبرات وطلبت إجراء تحاليل الأمراض الجنسية، وكانت النتائج سليمة.

بعد شهر ذهبت لطبيبة أخرى، لأنني أصبحت أعاني من وخز بالمهبل والشفرتين إلى جانب الحرقة، وانتفاخ المنطقة التناسلية، واحمرار، وأجريت الفحص الطبي في الشهر السابع، وكانت نتائجه سليمة، ومنذ عشرة أيام جاءتني آلام شديدة في الرقبة والكتفين، تمتد إلى الأضلاع والمعدة، مع ألم في الحلق، وضيق تنفس شديد، وألم بالأذنين، خاصة اليمنى من الأسفل والخلف، وألم شديد أسفل الرأس، فذهبت للدكتور، وبعد الفحص قال: إنه احتقان بالحلق والأنف، والتهاب في الأذن الوسطى، وأعطاني مضادا حيويا، وقطرة للأنف، استخدمت الأدوية كلها دون جدوى.

الآن أعاني من ألم في الرقبة يشتد عند النوم، وانسداد بالأنف، وألم بالحلق، وأشعر بوجود شيء تحت الفك، مع التهاب بالضرس بالفك الأسفل من الجهة اليمنى، وحرارة ومغص شديد جدا وإسهال، وأثناء فحصي للغدد اللمفاوية عن طريق اللمس بجسمي وجدت الغدد خلف الركبة منتفخة بشكل بسيط جدا، كما أنني أعاني من القولون العصبي، والوسواس، حتى تركت الصلاة، وأصبحت منعزلة، وأصابني الاكتئاب، فأصبحت أفكر بالانتحار، وأخاف على الجنين، وأشعر بالخوف والندم، فما تشخيصكم لحالتي؟

أرجو التوضيح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعاد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فالوضع بالنسبة لك ينقسم إلى شقين:
الأول: وهو علاج الحالة النفسية والاكتئاب، والوسواس أثناء الحمل، خصوصا وأن الأمر مرشح للزيادة بعد الولادة؛ لأن عددا كبيرا من السيدات السليمات نفسيا يصبن بحالة من الاكتئاب بعد الولادة، ولذلك فإن من تعاني من الاكتئاب أثناء الحمل قد تزيد لديها فرصة استمرار، بل وزيادة المرض بعد الولادة، كذلك فإن الحمل الآن في الشهر السابع، وقد مرت مرحلة تكون الجنين، وفرصة حدوث عيوب خلقية في الجنين منعدمة، ولا خوف من الأدوية من هذه الناحية، وعلى الجانب الآخر فإن فرصة حدوث ولادة مبكرة، ووزن طفل أقل من المتوسط مرتفعة في حال عدم علاج الاكتئاب أثناء الحمل.

وبصرف النظر عن بعض المضاعفات البسيطة الممكن حدوثها، فإن تناول العلاج بالنسبة لك أفضل كثيرا من عدم تناوله، ولذلك من المهم المتابعة مع استشاري أمراض نفسية وعصبية؛ لعمل جلسات تحليل نفسي، وتناول أحد الأدوية المناسبة لعلاج الاكتئاب والوسواس، ومن بين تلك الأدوية دواء (citalopram) ،(Celexa)، أو دواء (fluoxetine ،(Prozac، أو دواء sertraline ،Zoloft، وهي من الأدوية التي تضبط مستوى هرمون سيوتونين الموصل العصبي في الدماغ، مما يؤدي لعلاج وتحسن الحالة المزاجية، مع ضرورة عدم التوقف عن الدواء حتى أثناء فترة الولادة والرضاعة، ولأن التوقف عن الدواء يؤدي لحدوث انتكاسه وعودة الأعراض.

أما فيما يخص متابعة العمل والحرقة والحكة في المهبل، فيحتاج ذلك لمتابعة الحمل مع الطبيبة المعالجة، من خلال عمل سونار بصفة دورية في الشهرين القادمين، ومن خلال متابعة قياس الضغط والوزن، وتحليل البول وصورة الدم والزلال، واختبار السكر في الأسبوع 24، أي الآن حيث أن متابعة الحمل مهمة جدا للأم وللجنين، ومع تحسن الحالة المزاجية والنفسية، وعلاج الاكتئاب سوف يتم علاج وسواس الأمراض، وتختفي الكثير من الأعراض العضوية التي تشتكين منها -إن شاء الله-.

حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم لما فيه الخير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتورة: منصورة فواز سالم، طب أمراض النساء والولادة، وطب الأسرة.
وتليها إجابة الدكتور: عطية إبراهيم محمد، استشاري طب عام، وجراحة، وأطفال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الواقع فإن حالتك النفسية السيئة، وأعراض الاكتئاب، ووسواس الأمراض التي تعانين منها تنعكس انعكاسا مباشرا على القولون، مما يؤدي إلى الشعور بالانتفاخ والغازات، وألم البطن والإمساك، كذلك فإن القولون العصبي ذاته يؤدي لمزيد من اضطراب الحالة النفسية، ومن المعلوم أن علاج الحالة النفسية والاكتئاب والوسواس أثناء الحمل له أبعاد إيجابية وسلبية، وهذا ما أجابت عنه الدكتورة منصورة، استشارية طب الأسرة.

ومما يحسن من حالة القولون العمل بتناول المزيد السوائل، والأطعمة التي تحتوي على الألياف من خلال الإكثار من شرب الماء، وتناول فاكهة وعصير الخوخ والتين والبرتقال، والإكثار من تناول سلطات الأعشاب الخضراء مثل: الخس والشبت والبقودنس، والإكثار من زيت الزيتون مع الأجبان والسلطات، أو حتى شربه على الريق صباحا، وتناول فاكهة الخوخ والتين؛ لأنها ملينة بطبيعتها، مع إمكانية تناول حبوب الخميرة وكبسولات بروبيوتك قبل الأكل ثلاث مرات يوميا لمدة شهر.

ويمكن الحصول على الألياف من خلال تناول الحبوب مثل شوربة الشوفان، وجريش القمح والبرغل، والقمح النابت والأرز البني، على أن يكون ذلك نظاما غذائيا مستمرا، مع الحاجة لتناول أقراص الخميرة قبل الوجبات للمساعدة على الهضم، لاحتوائها على بعض الخمائر، وتناول عصير اللحاء الداخلي لنبات الصبار غاية في الروعة في علاج الإمساك، عند خفقه في الخلاط مع القليل من العسل والليمون، وأوراق النعناع الطازجة، مع الإقلال قدر الإمكان من شرب الشاي والقهوة، لاحتوائها على مواد تؤدي إلى الإمساك.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً