الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تكرار نوبات الهلع يرعبني وأريد علاجا آمنا لحالتي.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 19 سنة، سبق وأرسلت لكم، وكانت نصائحكم جدا نافعة -جزاكم الله كل الخير-.

بعد تحسني من الوساوس والأمراض النفسوجسدية والقلق، يبدو أنها عادت وبوتيرة أقوى من قبل، وأعني هنا نوبة الهلع، والتي أتت لي عند الغفوة الأولى، لا أدري فقد كنت نصف نائمة، وأحسست أن قلبي توقف، لا أعنيه بالمعنى ذاته، وأعتقد أنني كنت سأغوص في نومي وقتها، لذلك حواسي كلها توقفت، بعدها شعرت بنبضة قوية جدا هزتني، ثم نوبة هلع.

في تلك الفترة كنت أعاني من القلق الشديد، وأتناول كيتيل، ودواء إدمانيا آخر نسيت اسمه، وذلك دون استشارة الطبيب حتى يزول القلق، وكنت لا أنزع يدي عن رقبتي في اليوم كله، حتى أصبحت تؤلمني، وأعاني من وسواس النبضات، وعند قياسها أو تحسسها قبل النوم تكون طبيعية -أتحدث عن هذه الفترة-، وكانت فترة اختبارات أيضا، لا أظن أن للامتحانات دخل في الموضوع.

ذهبت فورا لزيارة الطبيب العام، وكالعادة أخبرني أنه القلق، كنت حينها في حالة حرجة من الذعر، شعرت بأنها النهاية لا محالة، والطبيب يرحج الحالة بسبب الآثار الجانبية لكيتيل، ووصف VITAMAG SULPIREED ATARAX، وهو الطبيب الثالث الذي يصف الدواء نفسه.

تناولت الأدوية ليوم واحد دون فائدة -اتاراكس-، وعادت نوبة الهلع بشكل آخر، رجفة عند القلب وفي الأطراف، حتى مع تناول الدواء الإدماني -ايزوبتيل- لم تذهب النوبة.

ذهبت إلى طبيب PSEQUATRE، ووصف لي دوائين:
- الاول ليزنكسيا، بصراحة أحسست بتحسن كبير وحتى حينما عادت النوبة فترتها لم تتجاوز دقيقة واحدة بخلاف السابق، حيث أنها كانت تستمر لمدة ساعة أو أكثر، وهي النوبة الرابعة بعد عامين من أول إصابة.

- الدواء الثاني Fluoxetine، عندما قرأت الآثار الجانبية أزعجني اختلال التوتر القلبي، فأنا أخاف من تسارع نبضات القلب، ولدي فوبيا من سماعها والتفكير في قياسها، فهل بالفعل العلاج يسبب تسارعا في نبضات القلب؟

أشعر بأنه علاج مفيد، وأخبرني الطبيب أنه سوف يسبب لي الغثيان، وبإمكانه استبداله بدواء آخر، لكنني رفضت في البداية لأنني لم أقرأ النشرة الخاصة بالعلاج، والآن أنا خائفة من التوتر، وعند شربه سأتوتر بشكل أكبر، وبالتالي تزداد نبضاتي، فهل أستبدله بسيلبيريد لأنه مضاد للقلق؟ وهل دواء ليزنكسيا وحده كافٍ لعلاجي؟

سبق وأشرت لكم حول سلامتي العضوية من القلب والغدة، والعامل الوراثي يساعد أيضا، إضافة إلى توهمي بالأمراض.

آسفة على الإطالة، وجزاكم الله خيرا، وجعلها في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قلق المخاوف ونوبات الهرع –مثل الذي حدث لك– هي حالاتٍ بسيطة، حتى وإن كانت مزعجة بالنسبة لك يمكن تجاوزها من خلال تجاهلها، وأن تكوني إيجابية في تفكيرك، وأن تأخذي قسطًا كافيًا من الراحة، خاصة من خلال النوم الليلي، وتتجنبي النوم في أثناء النهار، وأن تمارسي تمارين رياضية، هذه طُرق جيدة وطرق ممتازة جدًّا، وهي تؤهل الإنسان ليطوّر صحته النفسية والجسدية.

أرجو ألا تعتمدي كثيرًا على الأدوية، أنت صغيرة في السن، وليس هنالك ما يتطلب أن تتناولي أدوية مثل (ليزنكسيا)، وهو (لوكستونيل)، هو دواء ممتاز وفاعل، لكن يسهل التعود عليه والإدمان عليه، خاصة في مثل سِنّك، مهما سبَّب لك من راحة كاملة، أرجو أن تتعاملي معه بحذر شديدٍ، ويُستعمل عند الضرورة فقط، على ألَّا يتعدَّى مرتين في الأسبوع، فقط الاستعمال الكلي، وألَّا تتعدَّى مدة استعماله ستة أسابيع.

عقار (فلوكستين) جيد، وما قرأتِه من آثار جانبية لا تحدث، وهي نادرة جدًّا، لكن أنا أرى أن الدواء الذي سيكون أنسب بالنسبة لك هو عقار (استالوبرام)، والذي يُسمَّى (سبرالكس)، هذا دواء ممتاز جدًّا وفاعل، وقليل الآثار الجانبية، ربما تحتاجين لتناوليه لشهرين أو ثلاثة، لكن لا تبدئي في تناوله أبدًا قبل مقابلة طبيبك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً