الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب كثرة التفكير والحزن أشعر بضيق وتوتر وقلق، فهل أنا مريض نفسي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 24 سنة، أعاني منذ 8 شهور من التفكير والحزن بسبب عدم وجود وظيفة ومشاكل أسرية، وقبل أسبوع أصبت بضيق تنفس وخفقان القلب وتنميل بالأطراف وحرارة وبرودة في الجسم، وأحسست أني سأموت، فتم نقلي للمستشفى، وتبين أنها حالة نفسية بسبب الضغوط، فندمت على ما وصلت إليه بسبب تفكيري السلبي.

بعد يومين رجعت الحالة بشكل أخف، وتم نقلي للمستشفى، وإجراء تخطيط القلب، وكانت النتيجة سليمة، لكني أصبحت أعاني من ذلك الحين من ضيق في التنفس ووخزات وشعور بالخوف من الأمراض، والخوف من الإصابة بالكولسترول أو الغدة الدرقية أو فيتامين دال أو القلب، لأني منذ سنوات لا آكل إلا الوجبات السريعة.

الخوف يسيطر علي، وحاليا أجري بعض الفحوصات، لكني دائم التوتر والقلق والخوف، ما العمل؟ وهل هو مرض عضوي أم نفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رفعت حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

ما حدث لك هو حالة نفسية مائة في المائة، وهو قلق حاد يسمى نوبات الهرع أو نوبات الفزع، وهي بالفعل تعطي شعورا بأعراض جسدية كثيرة أهمها: ضيق التنفس وسرعة خفقان القلب، والتنميل وخفة الرأس، والبعض يحس كأن الموت قد اقترب، وأنت مررت بنفس هذه التجربة.

أطمئنك تماماً أنها حالة قلقية أسبابها غير معروفة في معظم الأحيان، وهي تعالج بالتجاهل التام، ولا تكثر التنقل بين الأطباء لإجراء الفحوصات المتكررة، لأن ذلك سوف يؤدي إلى شيء من التوهم، اذهب إلى طبيب واحد تثق فيه كطبيب الرعاية الصحية الأولية مثلاً، أو طبيب الباطنية، وقم بإجراء الفحوصات العادية الروتينية كاملة، ولا مانع أن يشمل ذلك تحليل الكولسترول ووظائف الغدة الدرقية ومستوى فيتامين (د) وفيتامين (ب12) ووظائف الكبد، وهذه كلها سوف يقوم بها الطبيب لأنها فحوصات روتينية.

الذي أؤكده لك أن حالتك ليست حالة عضوية، والأعراض التي تأتيك نسميها بالأعراض النفسوجسدية، والعلاج يكون في التجاهل، التفكير الإيجابي، الحرص على الأذكار، ممارسة الرياضة، ممارسة بعض التمارين الاسترخائية، هذا كله علاج -أيها الفاضل الكريم-.

ومضادات القلق تساعد الناس كثيراً، فبعد أن تقوم بإجراء الفحوصات يمكن أن تتناول أحد مضادات القلق وسوف يقوم الطبيب -إن شاء الله تعالى- بوصف الدواء المناسب لك، وإن لم يصف لك دواء بعد أن تقابل طبيب الباطنية، يمكنك أن تتواصل معنا ويمكن أن تذكر للطبيب مقدماً أنك قد تواصلت معنا، وذكرنا لك أن الحالة هي حالة قلقية تعرف بنوبات الهرع أو الفزع.

ما حدث لك ليس من الضروري أن يتكرر، وحتى وإن تكرر سوف يكون بصورة أقل كثيراً، وما دمت الآن قد أدركت ماهيته وطبيعته ونوعه فيجب أن يكون هذا مطمئنن لك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً