الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من تسارع النبضات وضعف التركيز وأعراض أخرى فما هي مشكلتي تحديدا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 27 سنة، تعرضت منذ خمس سنوات لفايروس سي، ونصحني الأطباء بعلاج الإنترفيرون، وبالفعل أخذت 37 حقنة، وكنت أنوي إكمال الكورس 48 حقنة.

بشكل مفاجئ عانيت من قلبي ومعدتي وصدري، ولا أعرف الأسباب وراء ذلك، ذهبت إلى الأطباء، وأجمعوا بأنه لا يوجد أي عارض عضوي، والموضوع نفسي، ذهبت إلى الطبيب النفسي، وأخبرني بأنني أعاني من الوسواس القهري.

ذهبت بعدها إلى طبيب آخر، وأخبرني بأنني أعاني من الاكتئاب وليس الوسواس، تائه منذ سنين، ولا أستطيع العمل ومباشرة حياتي.

تناولت السيروكسات سي ار 12.5، وفي اليوم الثالث عانيت من تسارع ضربات القلب وقوتها، كنت أشعر بأنني سأموت، علما أنني شعرت بتحسن التركيز منذ اليوم التالي من العلاج.

أمارس العادة السرية بشكل مستمر، وفي اليوم الذي تعبت فيه، كنت قد مارست العادة السرية، ومنذ آخر مرة من سنتين لم أتناول أي علاج، وأنا متعب، وأحتاج أن أتعالج حتى أباشر حياتي، لا أركز أبدا، تائه ومتعب، ولا أستطيع القيام بأي مجهود، وأعاني من آلام القلب دائما، وأعاني من الدوخة وزغللة العين والكسل والخوف، لا أعلم ماذا أفعل؟ ساعدوني.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من حيث الأعراض التي تعاني منها الآن أنا أرى أنها أعراض اكتئاب بسيطة، وليس اكتئابًا شديدًا أو مُطبقًا، وربما يكون لديك شيء من القلق النفسي البسيط أيضًا.

يجب أن يكون لديك العزم والإصرار على التفكير الإيجابي، وعلى أن تُدير حياتك بصورة أفضل، وأن تكون دائمًا يقظًا وتنبِّه نفسك أن الحياة الإيجابية الفاعلة هي الحياة الأفضل، وأنت شاب وفي هذا السّن لديك طاقات عظيمة جدًّا يجب أن تستغلَّها، لابد أن تجعل لحياتك أهدافا، وتضع الطرق والوسائل والآليات التي تُوصلك إلى أهدافك، وتُنجز هذه الأهداف.

الاطلاع، القراءة، ممارسة الرياضة، التواصل الاجتماعي، كلها أشياء مهمّة جدًّا في حياة الإنسان، وبالطبع الاهتمام بأمور دينك أيضًا يجب أن يكون له أهمية خاصة في حياتك، وسوف يعود عليك -إن شاء الله- بنفعي وخيري الدنيا والآخرة.

هنالك دراسات وملاحظات تُشير على أن الـ (إنترفيرون)، بالرغم من أنه دواء فعّال لعلاج الفيروس الكبدي إلَّا أنه قد ينتج عنه الإصابة باكتئاب نفسي لدى بعض الناس وليس كلّهم، فأنا لا أريد أن أبني لديك مشاعر سلبية حيال الإنترفيرون، لكن أقول لك أنه ربما ساهم مساهمة مباشرة أو غير مباشرة في حالتك المزاجية المتعسِّرة.

عمومًا أنت الآن أكملت جرعات من العلاج، وقد بلغت سبعة وثلاثين جرعة، وهذا رقم جيد، حتى وإن لم تُكمل الكورس كاملاً. الذي أنصحك به هو أن تتابع مع طبيب الكبد، وإن احتجت إلى أي علاجٍ آخر قطعًا سوف يقوم الطبيب بإضافته.

من حيث العلاج النفسي الدوائي –وأنا قصدًا وددتُّ أن أذكره لك في آخر هذه الاستشارة–، أقول لك أن عقار (سبرالكس) سيكون هو الأنسب في حالتك الآن، بجانب الإرشادات السلوكية والمعرفية والاجتماعية التي تحدَّثتُ لك عنها، إذا تناولتَ الدواء بانتظام والتزمتَ بالآليات العلاجية السلوكية الأخرى، أعتقد أن حالتك سوف تتحسَّن بصورة ممتازة جدًّا.

عقار سبرالكس يُعرف علميًا باسم (استالوبرام)، والجرعة المطلوبة في حالتك جرعة صغيرة، ابدأ بخمسة مليجرام –أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام–، تناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة حبة كاملة –أي عشرة مليجرام– يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة –أي خمسة مليجرام– يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عنه.

الإستالوبرام دواء سليم، دواء ممتاز، دواء فاعل، وهو لا يؤثِّر سلبًا على الكبد أبدًا، أسأل الله تعالى أن ينفعك به، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً