الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف من الموت والوسواس القهري، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة غير متزوجة، عمري 28، أعاني من خوف غير طبيعي لدرجة أني لا أجلس لوحدي في البيت بدون سيارة وسواق، أخاف، يدق قلبي بسرعة ولا أجد من يذهب بي للمستشفى، كذلك أخاف أن أذهب للجامعة لدرجة قررت أن أتركها، أخاف أن أتعب فيها ولا يكون حولي أحدا يساعدني أو يذهب بي للمستشفى، كذلك في السفر أخاف أن أتعب ولا يكون حولي أي مستشفى، مع العلم عندي ارتخاء بالصمام الميترالي وارتجاعه لكنه بسيط، وآخذ اندرال 10.

تعبت من وسواس الخوف من الموت، أفيدوني في حالتي، كذلك معي رهاب اجتماعي، وأحس أني بحلم، ومعي وسواس قهري بالنظافة، كذلك معي كلسترول نسبته 6،4%.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رسالتك مفهومة جدًّا وواضحة، وأنت بالفعل لديك أعراض ما نسميه بقلق المخاوف الوسواسي، وهذه الحالة شائعة، والقلق أصلاً هو طاقة نفسية مطلوبة؛ لأن الذي لا يقلق لا يحمي نفسه ولا ينجح، والذي لا يخاف أيضًا لا يوفر الحماية الكاملة لنفسه، والوسوسة درجة معقولة منها مطلوبة؛ لأن الوسوسة تعلِّمنا الانضباط، لكن إذا زادتْ هذه الظواهر النفسية عن المعدل تتحول إلى طاقات نفسية سلبية؛ ممَّا يؤدي إلى نوعية الأعراض التي تحدَّثتِ عنها.

أنا أرى: من المهم جدًّا أن تتجاهلي هذه الأعراض تمامًا، وأن تكوني إنسانة واثقة في نفسها وقويَّة، وأنا أعتقد اهتمامك بصحتك الجسدية سوف يُساعدك، موضوع الكولسترول يجب أن يُحسم، تنظيم الطعام، ممارسة شيء من الرياضة، تطبيق تمارين استرخائية مكثّفة، هذا يفيدك كثيرًا في طرد الخوف والقلق، والوسواس يجب أن يُحقّر، ويجب ألَّا يُتبع، أغلقي الباب أمامه – أيتها الفاضلة الكريمة - .

وأنت محتاجة لشيء من التواصل الاجتماعي الإيجابي، اذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن، انخرطي في أي عمل اجتماعي جيد وطيب، كوني شخص فعّال في أسرتك، اقرئي، اطلعي... أشياء كثيرة جدًّا يمكن للإنسان أن يقوم بها.

أريدك أيضًا أن تحرصي على الأذكار، أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم على وجه الخصوص تبعث طمأنينة كبيرة جدًّا في النفس البشرية.

أرجو أيضًا أن تقرئي بعض الكتب المفيدة مثل كتاب "دانيال كارنيجي" والذي يُسمى (دع القلق وابدأ الحياة)، كتاب مفيد جدًّا.

سيكون أيضًا من الجميل والمطلوب أن تقابلي طبيبًا نفسيًا إذا كان هذا ممكنًا، وإذا لم يكن ممكنًا: عن طريق طبيب الأسرة – أو من خلال الذهاب مباشرة إلى الصيدلية – يمكن أن تتحصلي على أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، وأفضل دواء هو عقار (سبرالكس) والذي يُسمى علميًا (استالوبرام)، هو أفضل لأنه فاعل، ولأنه سليم، ولأنه لا يؤدي إلى الإدمان، ولا يؤثِّر على الهرمونات النسوية، له أثر جانبي بسيط وهو أنه قد يفتح الشهية نحو الطعام، وإذا حدث شيء من هذا فيجب أن تتخذي التحوطات التي تمنع زيادة الوزن.

الجرعة في حالتك هي: أن تبدئي بخمسة مليجرام، هنالك حبة تحتوي على عشرة مليجرام، تناولي نصفها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة – أي عشرة مليجرام – يوميًا لمدة شهرٍ، ثم ارفعي الجرعة إلى عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم خفضيها إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا هو الذي أراه، وأسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك وأن ينفعك بما ذكرناه لك، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً