الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من عدة أعراض رغم سلامة الفحوصات، أرجوكم أريد المساعدة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاب، عمري 26 سنة، أمارس رياضة كمال الأجسام -الحمد لله رب العالمين- لم أستخدم أي نوع من المنشطات، كنت أتبع الغذاء الجيد فقط، أصبت منذ أربع شهور ونصف بنزلة معوية حادة، ذهبت للدكتور، وقام بعمل تحليل البراز، وجد (أميبا) وتعالجت منها -والحمد لله-، بدأت أتعب بعدها ولا آكل جيدا، وأصابني نوع غريب من التعب إسهال استمر لمدة شهر، فقمت بزيارة طبيب آخر، وعملت تحليل شاملة عن الوظائف والدم، والغدة الدرقية، والبراز، وكل شيء، بدأت معي رعشة، وانتهاء الإسهال، فالرعشة تصيب جسمي من الكتف، وعند الاستيقاظ أصبحت أعرق بشدة.

ذهبت إلى دكتور المخ والأعصاب، وقال لي: أنت سليم، ولا يوجد بك شيء عضوي، عملت تخطيطا للقلب، والنتيجة كانت جيدة –والحمد لله-، وسونارا على المعدة، قال لي الدكتور: إنني أعاني من توهم مرضي، ويجب الذهاب لطبيب نفسي، وإن قولوني هو صاحب كل ذلك، ويوجد التهاب في المرارة بسيط جدا؛ وذلك بسبب الطعام الحار، وأعطاني أدوية وتعالجت -الحمد لله-.

ذهبت مرة أخرى لدكتور آخر بكافة التحليل، وقال لي: أنت تعاني من القلق، وأنت لا تعاني من المرارة ولا من أي شيء، أصبحت أخاف من الطعام، ومن الذهاب للتمرين، لأن في كل مرة أذهب تحدث نوبات هلع، تجنبت كل شيء، أصبحت لا آكل، فقل ووزني، وجسدي أصبح هزيلًا، في كل مرة أذهب فيها إلى العمل أو التمرين أشعر أنني سأتعب، وتأتيني أعراض كثيرة، وكل مرة أقرأ عن مرض أشك وأذهب للطبيب.

ذهبت لدكتور نفسي، وقال لي: إنك تعاني من اضطراب القلق ونوبات هلع، وخوف، لم أستمر في العلاج، حيث بدأت بالعلاج المعرفي السلوكي بالمواجهة، أحيانا أفشل، وحياتي أصبحت جحيما، أخاف من الأكل وأشعر بالجوع، أصبحت خائفا من كل شيء، كل ما يدور في بالي أنني مريض بمرض غريب.

الأعراض: غثيان، وعدم الارتياح، والشعور بالقيء مع عدم التقيؤ، تحسنت الرعشة والرجفة في الكتف عند عمل مجهود عندما بدأت أواجه مخاوفي، وذهبت للتمرين، خفقان في القلب التنفس بصعوبة، الشعور بالتعب والضباب عند الأكل بين الناس، أشعر بعدم البلع، وإذا أكلت بحكم الموقف ابدأ بصعوبة في التنفس والخوف من أن أتقيء، والشعور في الرغبة في الدخول إلى الحمام.

لا أعاني من وجع في المعدة، ولكن أشعر بنبض فيها أحيانا، آكل جيدا ويأتيني الخوف بعدها وأتذكر من الممكن أن أكون مصابا بمرض، شعور بعدم البلع، وأحيانا كثرة بلع الريق، وتأتيني أحلام غريبة، والتفكير بشكل سلبي، وعندما أكون مضغوطا يأتيني الشعور القاتل أهرب، أستريح، فحياتي أصبحت صعبة.

أفيدوني جزاكم اللهخيرا: هل أنا مريض بشيء والعياذ بالله؟ أرهقني التفكير، ذهبت إلى 3 دكاترة باطنة، ومخ وأعصاب، وقلب، وعملت تحليل على فترات متباعدة، أصبحت أستريح في الوحدة، أصابني الخوف بشدة من كل شيء، والكل يقول أنني سليم -والحمد لله-، ولا أشعر بذلك بسبب الأعراض، لا أعلم ما العلاج، أصبح نومي قليلا، ابتعت عن القهوة والمشروبات بسبب لأني أشعر بثقل في المعدة من الأعلى، ووصفت ذلك للدكتور، قال: هذا قلق.

آسف على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ رأفت حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح أنك تعاني من قلق وتوتر، وما يحصل في الجهاز الهضمي قد يكون أعراضا للقلق وللتوتر، ومن أعراض القلق والتوتر أيضًا الخوف من المرض، أو الخوف من أن يعاني الشخص من مرضٍ شديدٍ أو مرض خبيث، لا يستطيع علاجه، ويبدأ يذهب من طبيب لآخر لإجراء الفحوصات والاطمئنان على صحته.

طالما أصبح هذا الوضع مقلقًا بالنسبة لك وأثَّر عليك فأنت تحتاج إلى علاج – أخي الكريم – وأنسب علاج للقلق وللتوتر المصحوب بأعراض جسدية أو أعراض بدنية هو دواء الـ (دولكستين)، ثلاثين مليجرامًا، يأتي في شكل كبسولات، ويمكن أن يؤخذ يوميًا، وبإذن الله يساعدك على التخلص من هذه الأعراض، وبعد ذلك يمكنك الاستمرار فيه لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر، ويستحسن أن تكون ستة أشهر، وبعد ذلك يمكن أن توقفه دون تدرُّج، وإن شاء الله تختفي الأعراض التي تعاني منها.

وللفائدة راجع العلاج السلوكي للقلق: (261371 - 264992 - 265121).

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً